قال ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة سيدي محمد عمار، أمام اللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة أيضاً باسم اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار أو لجنة الأربعة والعشرين، والتي اجتمعت في غرينادا ما بين 2 و4 ماي الجاري، إن "مسألة الصحراء الغربية كإقليم غير متمتع بالاستقلال الذاتي هي قضية تصفية استعمار" على حد وصفه.
وحاول ممثل الجبهة الانفصالية أن يساوي بين حركته والمغرب وأن يؤكد أن الجزائر ليست طرفا في النزاع المستمر منذ عقود وقال "هو نزاع دولي بين طرفين محددين بشكل واضح. جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي لشعب الصحراء الغربية من ناحية والمغرب الذي يحتل بقوة الإقليم من ناحية أخرى".
وكرر تمسك جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير رغم إقرار الأمم المتحدة في بداية الألفية الثالثة بصعوبة إجرائه، وقال إن "حق شعبنا" غير "قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال غير قابل للتفاوض".
ووصف التواجد المغربي بالصحراء في أكثر من مناسبة في كلمته بـ"الاحتلال"، مطالبا بما أسماه "تصفية الاستعمار" وفقا لـ"مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة بشأن هذه القضية".
ويأتي حديث المسؤول الانفصالي عن أن "الشرعية الدولية" وعن أن الحل الوحيد للنزاع لن يكون سوى عن طريق "استفتاء تقرير المصير" الذي يؤدي بحسبه إلى الاستقلال، رغم أن مجلس الأمن الدولي اعتمد قبل أيام قرار جديدا بخصوص النزاع، يتضمن كلمة "التسوية" خمس مر ات، فيما لم يذكر "الاستفتاء" سوى مرة واحدة، وذلك من أجل شرح مهام بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية.
كما أن سيدي محمد عمار ادعى أن الجبهة الانفصالية هي الممثل الوحيد لـ"الشعب الصحراوي"، رغم أن رئيسة لجنة الـ24 التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجهت باسم جميع أعضاء اللجنة، دعوتين رسميتين لمنتخبين اثنين من الصحراء قصد المشاركة في الاجتماع.
وتعتبر هذه المرة الثانية على التوالي التي توجه فيها الأمم المتحدة الدعوة لمنتخبين من الصحراء للمشاركة في أعمال اللجنة الـ 24 ، وهما امحمد عبا، نائب رئيس جهة العيون-الساقية الحمراء، وغالا باهية، نائبة رئيس جهة الداخلة واد الذهب.
وبحسب ما أفادت به وكالة المغرب العربي للأنباء فقد حرمت مشاركة هذين المنتخبين "البوليساريو" من المساعدات المالية التي تمنحها الأمم المتحدة للمشاركين في الندوات التي تعقدها لجنة الـ 24 ، والتي كانت الحركة الانفصالية والجزائر تستخدمانها سابقا في محاولة لخلق "تمثيلية مزعومة".
وعلاوة على ذلك ، فإن الأغلبية الساحقة للمشاركين في الندوة (سيراليون ، دومينيكا ، سانت لوسيا ، أنتيغوا وبربودا ، سانت كيتس ونيفيس ، الشيلي ، كوت ديفوار ، الكونغو ، بابوا غينيا الجديدة، فيجي، إندونيسيا وغرينادا) أيدت بقوة قرار عدم منح مساعدة مالية لـ "البوليساريو"، مؤكدة ضرورة عدم التمييز بين مشاركة هذه الأخيرة ، ومشاركة المنتخبين من الصحراء.