القائمة

أخبار

قضية الصحراء: المبادرات المغربية لمواجهة أنصار البوليساريو في البيت الأبيض

قبل سنة من الآن، عين دونالد ترامب جون بولتون المعروف بانحيازه للجزائر وجبهة البوليساريو، مستشارا للأمن القومي، وكان لزاما على المغرب التحرك سريعا واتخاذ مبادرات من شأنها أن تقرب المملكة من صناع القرار في البيت الأبيض.

نشر
مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون
مدة القراءة: 3'

في ساعة متأخرة من يوم 22 مارس من سنة 2018، أعلن الرئيس الأمريكي عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي خلفا لهربرت ماكماستر، وهو ما أثار قلق المسؤولين المغاربة الذين يعرفون مواقفه خصوصا عندما كان سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الفترة من غشت 2005 حتى دجنبر 2006 في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.

وللقلق المغربي ما يبرره، فتحت قيادته مدد مجلس الأمن الدولي ولاية بعثة المينورسو في 29 أبريل الماضي، لستة أشهر فقط، بدل التقليد المستمر منذ سبع سنوات والذي يقضي بتمديد ولايتها لمدة سنة كاملة.

آنذاك فوجئ المغرب وحليفته التقليدية فرنسا بقرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووقفا عاجزين أمام ذلك، وكان لزاما على المغرب استخلاص العبر من هذا "الفشل".

فبعد مرور أربع وعشرين ساعة من اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2414، قطعت المملكة المغربية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة آنذاك إن هذا القرار جاء كرد على التورط الايراني الواضح من خلال حزب الله في التحالف مع "البوليساريو" لاستهداف الأمن الوطني والمصالح العليا للمملكة.

وأضاف ان المغرب يتوفر على أدلة دامغة وأسماء ووقائع محددة تؤكد دعم حزب الله للبوليساريو لاستهداف المصالح العليا للمملكة المغربية.

ووجد المغرب نفسه مرغما على اتخاذ مبادرات جديدة للتقرب من الإدارة الأمريكية، بعد حديث جون بولتون في مؤتمر صحافي عقده في 13 دجنبر الماضي، بمؤسسة "هيريتيج فاونديشن"، في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن خيبة أمله من عدم التوصل إلى تسوية لنزاع الصحراء الغربية، مؤكدا أن ذلك يشكل "إحباطا كبيرا" له.

وكانت المملكة من أوائل الدول التي استجابت لدعوة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للمشاركة في مؤتمر وارسو المناهض لإيران، والذي عقد خلال شهر فبراير الماضي، حيث كان المغرب ممثلا بمحسن الجازولي الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالشؤون الإفريقية.

وفي 10 يناير أعلن جون بولتون عبر حسابه في موقع تويتر، أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تعترف بشرعية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي انتخب لولاية رئاسية جديدة، مقابل دعم رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، ولم يتأخر المغرب كثيرا عن السير على خطى الأمريكيين، وكان أول بلد عربي يعلن اعترافة بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد.

بعد ذلك لوحظ تغير في "النهج العدائي" لجون بولتون تجاه المغرب، وبدا ذلك بشكل جلي من خلال تغيير جدول أعمال مجلس الأمن الدولي المنشور في 3 يناير الماضي، والذي كان يتضمن عقد العديد من جلسات المشاورات حول بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.

كما أنه لوحظ تراجع في الخرجات الإعلامية لجون بولتون التي يتحدث فيها عن بعثة المينورسو، وقضية الصحراء الغربية. وسيتضح خلال الأيام المقبلة ما إذا كان بولتون قد غير مواقفه، أم أن صمته لا يعدوا أن يكون سوى صمتا مؤقتا، بعد المبادرات المغربية التي كان آخرها ترحيل مجموعة تضم ثمانية مواطنين مغاربة كانوا يتواجدون في مناطق النزاع بسوريا.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال