القائمة

أخبار

موريتانيا: هل كان للمغرب دور في انقلاب 16 مارس 1981 ضد نظام ولد هيدالة؟

بثت قناة "العربي" الإخبارية مساء يوم الأحد الماضي، تحقيقاً استقصائياً حول المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدنها موريتانيا في 16 مارس من سنة 1981، وتحدث التقرير عن العلاقة بين قادة الانقلاب والمملكة المغربية.

نشر
الحسن الثاني والرئيس الموريتاني ولد هيدالة يتوسطهما ملك السعودية
مدة القراءة: 3'

وكانت العلاقات المغربية الموريتانية آنذاك تتسم بالتوتر وتبادل الاتهامات، وخاصة بعد اعتراف موريتانيا بشكل رسمي بـ"الجمهورية الصحراوية" التي أعلنت عنها جبهة البوليساريو من طرف واحد.

وأوضح التحقيق أنه قبيل المحاولة الانقلابية حصلت موريتانيا على معلومات تفيد "بتدبير المغرب لعدوان ضدها" وهو ما جعل مجلس الوزراء الموريتاني يصدر بيانا بتاريخ 12 مارس 1981، جاء فيه "قدم الوزير الأول رئيس الحكومةإلى المجلس عرضا عن الوضع الناجم عن حملة الافتراءات الموجهة لبلادنا منذ عدة أيام من طرف الصحافة الناطقة باسم المملكة المغربية ونوايا الملك الحسن الثاني الأكيدة من شن عدوان ضد موريتانيا".

وأضاف البيان أن "الحكومة لتحذر المغرب من مغبة كل مغامرة طائشة سيتحمل وحده تبعاتها ولن تؤدي إلا إلى إشعال النار في جميع أرجاء المنطقة وستكون نتائجها خطيرة بالنسبة للمغرب العربي وإفريقيا والسلام العالمي".

بيان مجلس الوزراء الموريتاني جعل المغرب يخرج عن صمته حيث ألقى الوزير المغربي في 13 مارس بيانا مضادا فند فيه مزاعم الطرف الموريتاني، وفي يوم 14 مارس صرح وزير الخارجية المغربي محمد بوستة لإذاعة فرنسا الدولية قائلا "ليست لدينا أية نوايا في التدخل في شؤون موريتانيا".

وبعد يومين من تصريح بوستة أي فى 16 مارس 1981 حدثت المحاولة الانقلابية الفاشلة، وبعد ساعات قليلة اتهم الوزير الأول الموريتاني المغرب بالوقوف وراءها  وألقى خطابا قال فيه "أيها الموريتانيون أيتها الموريتانيات أيها الشعب الموريتاني، حاول الإرهابيان أحمد سالم ولد سيدي وعبد القادر القيام بعملية مسلحة بأوامر من أسيادهم المغاربة وقد شكلا كوماندوزا انتحاريا للإستلاء على السلطة والإطاحة بنظامنا".

شهادات                                             

بالعودة إلى ما قبل الانقلاب، كان العقيدين محمد عبد القادر الملقب بكادير وأحمد سالم ولد سيدي قد قررا القطيعة النهائية مع حكام نواكشوط وتوجها إلى المغرب طلبا للجوء السياسي، ليبدآ معا التخطيط والتدبير للانقلاب على نظام ولد هيدالة.

وفي شهادته قال العقيد الموريتاني المتقاعد عمر ولد ابيبكر إن "الدولة الموريتانية قامت باستفزاز المغرب باعترافها بالبوليساريو، وقامت بقطع علاقاتها مع الرباط". فيما علق الرئيس الموريتاني آنذاك محمد ولد هيدالة مبررا الخطوات التي اتخذتها بلاده بالقول إن الملك الحسن الثاني كان يريد توريط موريتانيا في نزاع الصحراء.

وتابع قائلا أنه "كانت هناك 16 طائرة جاهزة بمدينة الداخلة بالمغرب ومتأهبة للتوجه إلى موريتانيا فور إذاعة بيان الانقلاب". غير أنه عاد ليؤكد أنه "لا نملك دليلا على أن المغرب سلح الانقلابيين".

وتبنى الرائد ابريكة ولد مبارك عضو اللجنة التنفيذية الحاكمة في عهد ولد هيدالة، نفس رواية هذا الأخير وقال "يبدو لي أنه لو نجح الانقلاب العسكري، المغرب كان سيقوم بإنزال جوي عسكري في نواكشوط" دون أن يقدم أي دليل يثبت ما ذهب إليه.

في الجهة المقابلة قال محمد عبد القادر نجل قائد انقلاب 16 مارس من سنة 1981، "هناك جماعة من 10 رجال موريتانيين، دخلوا نواكشوط عند العاشرة صباحا، على متن سيارتين. وليس هناك أي تدخل خارجي".

فيما قال إبراهيم فال الذي شارك في الانقلاب "نحن كنا نتدرب في المغرب لإسقاط النظام، ولم يأمرنا أي أحد بقيادة الانقلاب"، وذهب العقيد المتقاعد عمر ولد بيكر في نفس الاتجاه وأكد أن "الأسلحة والذخيرة والمتفجرات كلها موريتانية" ولا وجود لأياد خارجية.

ودعم حابه ولد محمد فال رجل أعمال الذي يعتبر صندوق أسرار وممول الانقلاب، هذه الرواية وقال "السلاح موريتاني...، دول الجوار كلهم لا دخل لهم".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال