فضلت جبهة البوليساريو الهروب إلى الأمام لتبرير بقاء ميليشياتها في منطقة الكركرات، رغم انسحاب القوات المسلحة الملكية إلى ما وراء الجدار الرملي، وقال زعيم الجبهة الانفصالية إن الخطوة المغربية مجرد "مناورة" ومحاولة "مكشوفة للمراوغة و المغالطة".
وأضاف غالي الذي كان يتحدث بمناسبة الذكرى 41 لإعلان الجبهة الانفصالية قيام "الجمهورية العربية الصحراوية"، أن الوضع الحالي في المنطقة، والذي ينذر بتفجر الأمور في أية لحظة تتحمل مسؤوليته المملكة المغربية.
وتجاهل ابراهيم غالي توصيات الأمم المتحدة التي دعت الجانبين إلى سحب قواتهما المسلحة من المنطقة، ودعا مجلس الأمن الدولي والأمين العام الأممي لاتخاذ "الخطوات العملية الملموسة و المباشرة لإنهاء الخرق المغربي للقانون الدولي".
التمسك بخيار تقرير المصير
وجدد زعيم جبهة البوليساريو دعوته لتنظيم "استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي". وهو الخيار الذي ظلت جبهة البوليساريو تتشبث به رغم أن الأمم المتحدة أعلنت فشله قبل 17 سنة. ففي شهر يناير من سنة 2000، وضع الأمين العام الأممي الأسبق كوفي عنان حدا لتهديد هوية الناخبين المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء، فمن سنة 1993 إلى شهر دجنبر من سنة 1999، تقدم 51220 مرشح في الصحراء الغربية بطلباتهم إلا أن لجان تحديد الهوية أعلنت 2135 كمصوتين فقط.
ورغم أن هذا الفشل أجبر عنان لوقف العملية، فمن دون شك يبقى وجود بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية المعروفة اختصارا بـ"مينورسو"، ضروري للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش، والذي تم إقراره بعد توقيع المغرب وجبهة البوليساريو على اتفاق في 6 شتنبر 1991.
وختم ابراهيم غالي كلمته بدعوة إسبانيا لتمكين "الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير"، كما دعا فرنسا "إلى لعب دور تاريخي منسجم مع مكانتها كبلد حقوق الإنسان و مسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن بدعم الخيار الديمقراطي لحل النزاع" بدل الموقف المنحاز إلى المغرب على حد قوله.
يذكر أنه قبل ساعات من كلمة غالي، أشادت كل من إسبانيا وفرنسا بقرار المغرب الانسحاب بشكل أحادي من منطقة الكركرات، وهو الموقف نفسه الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.