القائمة

أخبار

صناعة الانتصار من الأكاذيب.. الجزائر تروّج لـ"صفعة وهمية" للمغرب داخل الكونغرس الأميركي

كلما تعلق الأمر بالمغرب، تصبح السرعة في النشر لدى وسائل الإعلام الجزائرية أهم من التحقق من المعلومة، ويغدو السبق الدعائي أولى من الدقة الصحفية. هذا ما حصل مجددا حين سارعت منابر جزائرية  إلى الترويج لخبر زائف، مفاده أن الكونغرس الأميركي "صفع المخزن" وصوّت بنسبة 98% ضد مقترح قانون يصنّف جبهة البوليساريو تنظيمًا إرهابيًا. فما حقيقة الأمر؟

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

في فصل جديد من فصول التضليل الإعلامي الجزائري، روجت وسائل إعلام جزائرية رسمية وخاصة خبرا كاذبا مفاده أن الكونغرس الأميركي صوت بنسبة 98% ضد مشروع قانون يهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، واعتبرت ذلك "صفعة مدوية" للمغرب.

الإعلام الجزائري ضحم الخبر وحوله إلى "نصر دبلوماسي" للبوليساريو، وذهب في تحليلاته، إلى الحديث عن "زيادة الوعي والدعم داخل الكونغرس للقضية الصحراوية العادلة"، معتبرا أن "فشل تمرير هذا المشروع يشكّل مؤشرا واضحا على عزلة نظام الاحتلال المغربي، ويؤكد من جديد أن الأكاذيب لا تصمد أمام منطق العدالة وشرعية نضال الشعوب".

هذا الادعاء الذي تحول، في ظرف ساعات، إلى مادة دعائية تلقفتها وسائل الإعلام الجزائرية الخاصة، والمنصات المقربة من البوليساريو على وسائل التواصل الاجتماعي.

مقترح القانون لم يطرح للتصويت أصلا

ولم يستند هذا الخبر إلى أي مصدر رسمي أميركي أو تقارير صحفية معتمدة، بل نُقل عن موقع إلكتروني غير رسمي يُدعى GovTrack.us، أنشأه شخص يُدعى جوشوا تاوبرر، ويديره برفقة سيدة تدعى إيمي ويست، دون أن يكون لهما أي صلة بمؤسسات الدولة الأميركية أو بهياكل الكونغرس.

ويشير الموقع ذاته إلى أن "هذا المقترح في المرحلة الأولى من العملية التشريعية. قُدّم إلى الكونغرس في 24 يونيو 2025. وعادة ما تُناقشه اللجان قبل إحالته إلى مجلس النواب أو مجلس الشيوخ ككل"، ويقدر نسبة نجاحة بـ 2 في المائة، ولا يتحدث عن التصويت ضده.

وبالعودة إلى الموقع الرسمي للكونغرس الأميركي، يظهر أن مشروع القانون الذي يحمل رقم H.R. 4119، وقدمه النائب الجمهوري جو ويلسون، أُحيل إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب يوم 26 يونيو 2025، وأنه لم تتم برمجته للمناقسة أصلا.

وبحسب النظام التشريعي الأميركي، تمر مشاريع القوانين بمراحل متعددة قبل أن تُطرح للتصويت في مجلسي النواب والشيوخ، ثم يُحال النص المصادق عليه إلى الرئيس لتوقيعه كي يصبح قانوناً نافذا.

هذا التلاعب في الأخبار لا ينفصل عن سياق أوسع يتمثل في محاولة النظام الجزائري تلميع صورة البوليساريو، خاصة بعد تآكل الدعم الدولي لهذا الكيان، وتعزيز الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية من طرف الدول الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي أكدت عبر إدارتين جمهورية وديمقراطية، اعترافها بمغربية الصحراء.

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال