يوجد وفد من الكونغرس الأمريكي برئاسة السيناتور الجمهوري جيمس إنهوف، منذ يوم أمس الأحد 26 فبراير في مخيمات تندوف، وبحسب ما أفاد به مصدر مطلع لموقع يابلادي فإن "البعثة الأمريكية تتألف من خمسة أعضاء من الكونغرس إضافة إلى مستشارين برلمانيين آخرين". وكانت وسائل إعلام جزائرية قد قالت إن الوفد يتكون من عشرة أعضاء من الكونغرس، غير أن وكالة أنباء البوليساريو أكدت الرقم الذي قدمه مصدرنا.
والتقى الوفد الليلة الماضية زعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي، وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة التي يقودها دونالد ترامب.
ويحمل توقيت هذه الزيارة بعدا رمزيا بالنسبة لجبهة البوليساريو، بحيث أنه يتزامن مع الذكرى الواحدة والأربعين لإعلان الجبهة عن قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
زيارة السفيرة الأمريكية تطرح العديد من الأسئلة
لم يكن وصول الوفد الأمريكي إلى تندوف مفاجئا، ففي سنة 2016، تمكن اللوبي المؤيد للبوليساريو من إرسال بعثتين إلى المخيمات، تتألف أساسا من أعضاء الكونغرس المساعدين وذلك في شهر يناير وأيضا في أواخر شهر ماي (بالتحديد في يوم وفاة محمد عبد العزيز في عيادة بالولايات المتحدة الأمريكية).
غير أن تواجد سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر جوان بولاشيك، في مطار تندوف (تحت السيادة الجزائرية) لاستقبال وفد الكونغرس إلى جانب أحد كبار قادة جبهة البوليساريو، هو الذي خلق المفاجأة.
فوجود سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في تندوف يطرح العديد من الأسئلة، فهل تواجدت في المنطقة انطلاقا من مبادرة شخصية؟ أم أن القرار اتخذ من قبل رؤسائها في وزارة الخارجية الأمريكية التي يقودها ريكس تيليرسون؟
للتذكير فقبل سنة وبضعة أيام، قامت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية جوان بولاشيك، التي تتواجد في منصبها منذ سنة 2014، بزيارة مخيمات تندوف، وارتدت في حينه لباسا تقليديا صحراويا، وكانت آنذاك على رأس وفد من الدبلوماسيين الأمريكيين، الذين زاروا المخيمات من أجل الاطلاع على حجم الأضرار التي خلفتها الفيضانات التي اجتاحت المنطقة في أكتوبر من سنة 2015.
ونتيجة لهذه الزيارة، كانت وزارة الخارجية الأمريكية تحت قيادة جون كيري في حينه، سخية مع الحركة الانفصالية وقدمت لها مساعدات بقيمة أربعة ملايين دولار.