بين مطلع السبعينات وبداية الثمانينات، ظلّ ملف الصحراء ضمن أولويات النظام الجزائري، خاصة في عهد هواري بومدين. لكن بعد وفاته، ومع صعود الشاذلي بن جديد إلى سدة الحكم سنة 1979، بدأت تظهر أولى ملامح التحول في المقاربة الجزائرية تجاه هذا النزاع، غير أن الجيش تدخل للحيلولة دون
تشير وثيقة للمخابرات المركزية الأمريكية تعود لسنة 1985، إلى خطاب للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، قال فيه إن أول زعيم للبوليساريو لم يكن يفكر في إنشاء دولة مستقلة، وأنه كان يعمل على جلاء الاستعمار الاسباني وبعد ذلك الانضمام إما إلى المغرب أو الجزائر أو موريتانيا.
تشير وثيقة للمخابرات المركزية الأمريكية صادرة سنة 1977، إلى أن مطالب المغرب بالصحراء، تتجاوز الشق الاقتصادي إلى الجانب الديني والتاريخي، مؤكدة أن الاستعمار اقتطع أجزاء من التراب المغربي وهو ما قبل به المغاربة على مضض بعد الاستقلال، غير أنهم غير مستعدين للتفريط في الصحراء
في نهاية السبعينات، حاول بعض قادة الجيش المغربي إقناع الحسن الثاني باستهداف معاقل البوليساريو في تندوف، غير أنه رفض ذلك. آنذاك توغلت قوات مغربية داخل الأراضي الجزائرية دون أن تقابل بأي رد جزائري، بحسب ما تشير إليه وثيقة للمخاربات المركزية الأمريكية.
تشير وثيقة لوكالة المخابرات المرركزية الأمركية "CIA" مؤرخة في 3 أكتوبر سنة 1975، إلى أن الملك الحسن الثاني أخفى أمر تخطيطه للمسيرة الخضراء على حلفائه الأمريكيين. الوثيقة الموقعة من طرف مدير الوكالة نبهت أيضا إى إمكانية اندلاع حرب بين المغرب وإسبانيا وتأثير ذلك على علاقات
في يوليوز 1975 تنبأت وكالة المخابرات المركزية بأن الجزائر ستساهم في بناء "القدرات التمردية" للبوليساريو في حال سيطرة المملكة على الصحراء التي كانت مستعمرة من قبل إسبانيا، وذلك بعد مرافعة للجزائر أمام محكمة العدل الدولية بلاهاي.
بعدما نجح الحسن الثاني في إبقاء أمر تخطيطه للمسيرة الخضراء بعيدا عن أعين المخابرات الأمريكية، أثارت أوامره المفاجئة للمشاركين في 9 نونبر 1975 بالعودة اهتمام وكالة المخابرات الأمريكية، مستبعدة أن يغامر الحسن الثاني بخسارة "هيبته الشخصية" وتقديم تنازلات للإسبان.
هدد المغرب في ماي من سنة 1975، باللجوء إلى القوة، في حال انسحاب إسبانيا بشكل أحادي من الصحراء، وكان الملك الراحل الحسن الثاني يتخوف من وجود تواطئ بين إسبانيا والجزائر التي تدعم الانفصاليين في الإقليم.
بعد مرور أكثر من سنة ونصف على إعلان تأسيس "جمهورية" البوليساريو (في 27 فبراير عام 1976)، تحدثت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن إمكانية إرسال الملك الحسن الثاني قوات كوماندوز غير نظامية لمداهمة مخيمات تندوف، والقضاء على قادة الجبهة الانفصالية.
مع اشتداد هجمات ميليشيات البوليساريو على موريتانيا نهاية سنوات السبعينات، تخوفت السنغال من انتقال التوترات في موريتانيا إلى غرب إفريقيا، واتهمت دكار الجزائر بالتصرف كوكيل سوفييتي لزعزعة استقرار غرب إفريقيا، من خلال دعمها اللامحدود لجبهة البوليساريو.