القائمة

أخبار

الصحراء في وثائق المخابرات الأمريكية #18: عندما هدد المغرب باستخدام القوة في حال انسحاب اسباني مفاجئ من الصحراء

هدد المغرب في ماي من سنة 1975، باللجوء إلى القوة، في حال انسحاب إسبانيا بشكل أحادي من الصحراء، وكان الملك الراحل الحسن الثاني يتخوف من وجود تواطئ بين إسبانيا والجزائر التي تدعم الانفصاليين في الإقليم.

نشر
DR
مدة القراءة: 4'

كان المغرب في منتصف سنة 1975، يتخوف من انسحاب إسباني مفاجئ من الصحراء، وتسليم مفاتيح إدارتها لجبهة البوليساريو والجزائر، لذلك هدد باستخدام القوة، للسيطرة على الإقليم.

وتشير وثيقة صادرة عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 31 ماي 1975، رفعت عنها السرية في دجنبر من سنة 2016، إلى أن إعلان "إسبانيا عن عزمها على تسريع إنهاء الاستعمار في الصحراء الإسبانية أثار استياء المغرب"، وأضافت أن المغرب "يخشى أن تتخلى مدريد عن السيطرة على الإقليم - ربما بمنحه الاستقلال - قبل التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة لدى الرباط".

وتطرقت الوثيقة لبيان صادر عن المغرب في 26 ماي 1975 أعربت فيه المملكة "عن دهشتها إزاء إعلان مدريد الأسبوع الماضي الذي أشار إلى أن إسبانيا قد تنقل السيادة على الصحراء من جانب واحد إذا تأخرت الأطراف الأخرى ـ المغرب وموريتانيا والجزائر ـ لفترة طويلة في التوصل إلى اتفاق".

وكانت إسبانيا قد بعثت "برسالة إلى الأمم المتحدة تدعو فيها إلى إجراء مفاوضات بين "جميع الأطراف" وتحذر من أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء فإن مدريد سوف تحدد موعداً للانسحاب من جانب واحد".

وحذر البيان المغربي من أن "الرباط سوف تستخدم القوة إذا لزم الأمر للدفاع عن مطالبها بالصحراء الإسبانية". وفي محادثات مع مسؤولين أميركيين، "قال المغاربة إنهم يشكون في أن إسبانيا تتواطأ مع الجزائر، التي تدعم حزباً مؤيداً للاستقلال في الصحراء الإسبانية".

المغرب يعارض إشراك الجزائر في المفاوضات

وأشارت وكالة المخابرات المركزية إلى أنه رغم أن "الرباط عارضت باستمرار إشراك الجزائر في أي مفاوضات للتسوية، فإن المغاربة قد يستسلمون الآن ولو لمنع الانسحاب الإسباني المبكر. ومن المتوقع أن تدعم الجزائر، التي تصر على إشراكها في أي مفاوضات، مبدأ تقرير المصير للصحراويين".

وأضافت "وربما تكون الجزائر في نهاية المطاف على استعداد للقبول بأقل من ذلك من أجل تجنب المواجهة مع المغرب". ورأت الوكالة أن "البيان الذي أصدرته مدريد الأسبوع الماضي لا ينبئ بالضرورة برحيلها المبكر عن الصحراء الإسبانية. فلم تعط إسبانيا أي إشارة إلى المدة التي ستظل فيها هناك أو إلى من ستنتقل السلطة إذا انسحبت من جانب واحد".

وواصلت "ربما كان البيان يهدف إلى حث المغرب وموريتانيا والجزائر على تسوية خلافاتها والدخول في مفاوضات جادة".

وفي أكتوبر 1975، لم تستبعد وثيقة أخرى وجهتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى هنري كيسنجر بصفته مستشارا لشؤون الأمن القومي، وجود "خطط مغربية لغزو الصحراء الإسبانية"، مضيفة أن الملك الحسن الثاني اتبع "سياسة عالية المخاطر بشأن الصحراء الإسبانية لبعض الوقت. وفي غشت الماضي، أكد من جديد عزمه على الاستحواذ على شركة ساهايا الإسبانية قبل نهاية العام"، وعلى الرغم "من أنه وعد آنذاك بانتظار رأي استشاري من محكمة العدل الدولية بشأن المطالب المغربية الموريتانية بالإقليم، إلا أنه ربما قرر الآن التصرف في لحظة يرى فيها ضعفًا إسبانيًا".

مفاجأة الحسن الثاني

وأكدت الوكالة أن معظم المغاربة يؤيدون الملك الحسن الثاني "بخصوص الصحراء الإسبانية، ولكن إذا فشلت المقامرة العسكرية فقد يواجه مشكلة خطيرة ويكون عرضة للانقلاب".

وأضافت "تتوقع الرباط مقاومة فعالة فقط من حوالي 5000 جندي إسباني في الصحراء ووحدات من القوات الجوية الإسبانية المتمركزة في جزر الكناري وربما من القوات البرية الجزائرية. ويشكك المغاربة في أن الجزائر ستتدخل عسكريا، لكن المغرب أفاد بذلك. لدينا أدلة، على أية حال، على أن قوات عربية أخرى تصل إلى المغرب".

لكن وعلى عكس ما توقعه الأمريكيون، وبعد أقل من أسبوعين (16 أكتوبر 1975) أعلن الملك الحسن الثاني في خطاب ألقاه عبر القناة الوطنية، عن تنظيم مسيرة خضراء باتجاه الصحراء.

وفي الخامس من شهر نونبر من سنة 1975، وجه الحسن الثاني خطابا للمتطوعين للمسيرة قائلا: غدا إن شاء الله سنخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطؤون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز".

وفي التاسع من نونبر طلب الحسن الثاني، من المشاركين العودة لتبدأ المفاوضات التي أسفرت في 14 من الشهر نفسه عن توقيع اتفاقية مدريد التي تخلت بموجبها إسبانيا عن إقليم الصحراء ليتم اقتسامه بين المغرب وموريتانيا.

Historik senouy
التاريخ : في 17 غشت 2024 على 15h45
مرحلة جد حاسمة في تاريخ المغرب الحديث. استرجاع الصحراء على مرحلتين، وقبلها كل من طرفاية وسيدي افني. يظهر من هنا، أن الإستعمار الإسباني كان أكثر تعنتا في إرجاع الأراضي التي سلبها للمغرب، ولا زالت سبتة ومليلية وباقي الثغور تنتظر ساعتها