أعدت وكالة المخابرات المركزية في 26 ماي 1978 وثيقة حول الرئيس السينغالي ليوبولد سيدار سنغور (أول رئيس للسنغال 1960-1980)، استباقا لزيارته التي قام بها إلى الولايات المتحدة، ما بين 2 و 9 يونيو 1978، وأشارت إلى معارضته للموقف الجزائري من نزاع الصحراء.
وأكدت الوثيقة التي رفعت عنها السرية في 19 دجنبر 2011 أن سنغور، الذي ظل لفترة طويلة زعيما بين دول غرب أفريقيا المعتدلة، سيشدد خلال لقائه بالمسؤولين الأمريكيين ومن بينهم الرئيس جيمي كارتر، "على مخاوفه بشأن النفوذ السوفييتي في أفريقيا"، علما أنه "لم تكن علاقات السنغال مع السوفييت جيدة على الإطلاق، ولكنها ساءت مع تزايد التدخل السوفييتي في أفريقيا".
وتابعت الوثيقة "يشعر سنغور بالقلق بشكل خاص بشأن الصراع في الصحراء الغربية، حيث يعتقد أن الجزائريين يتصرفون كوكيل سوفييتي لزعزعة استقرار غرب إفريقيا". وأوضحت أنه "يشعر بالقلق من أن صراع الصحراء الغربية قد يشمل السنغال في نهاية المطاف إذا تعثرت موريتانيا".
وبموجب اتفاقية الدفاع الفرنسية السنغالية، "تتمركز الطائرات المقاتلة الفرنسية حاليا بالقرب من داكار لاستخدامها ضد توغلات جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر في موريتانيا".
وظل الرئيس السينغالي على هرم السلطة في السنغال لحوالي 30 سنة، "وكان منذ فترة طويلة زعيمًا بين الدول المعتدلة الناطقة بالفرنسية في غرب إفريقيا".
وأشارت الوثيقة أن "سنغور منشغل بالتدخل السوفييتي والكوبي في أفريقيا، ومن المرجح أن يؤكد خلال محادثاته في واشنطن على أن الولايات المتحدة تفعل المزيد لمواجهة هذا النشاط. وقد تم انتخاب سنجور مؤخراً، الذي تولى منصبه منذ إعلان استقلال السنغال في عام 1960، لولاية خامسة على التوالي".
وتشير وثيقة أخرى لوكالة المخابرات المركزية صدرت في 10 يوليو 1980، ورفعت عنها السرية في 22 دجنبر 2016، إلى أن مخاوف سنغور تحولت "مؤخرًا إلى الشمال، حيث يرى أن التعديات العنصرية والشيوعية التي تقوم بها الجزائر وليبيا تشكل تهديدًا".
وأضافت الوثيقة "لطالما كانت السنغال تربطها علاقات وثيقة بالمغرب وموريتانيا، وكانت من المؤيدين النشطين للتوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب في الصحراء الغربية. وهددت بالانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية إذا تم قبول جمهورية الصحراء العربية الديمقراطية التي أعلنتها جبهة البوليساريو في عضوية منظمة الوحدة الأفريقية في الاجتماع السنوي لرؤساء الدول في وقت سابق من هذا الشهر".
وتؤكد وثيقة أخرى يعود تاريخها إلى 25 مارس 1980، رفعت عنها السرية في 22 دجنبر 2016، أن "سياسات سنغور سنغور كرجل دولة كبير السن وشاعر وفيلسوف مشهور، ودبلوماسيته الشخصية القوية، وعلاقته الراسخة مع الزعماء السياسيين والفكريين في العالم تمنح السنغال نفوذاً يفوق بكثير الموارد الاقتصادية والعسكرية المحدودة للبلاد".
وواصلت "إن سنغور يعارض بشدة النفوذ السوفييتي في أفريقيا وأماكن أخرى من العالم غير المنحاز، كما أن شكوكه في النوايا السوفييتية تصبغ العديد من جوانب السياسة الخارجية السنغالية. على سبيل المثال، فإن دعمه الدبلوماسي والأخلاقي للمغرب في نزاع الصحراء الغربية يرجع جزئياً إلى خوفه من أن الجزائريين ـ بدعمهم لجبهة بوليساريو ـ يعملون كوكيل سوفييتي لزعزعة استقرار غرب أفريقيا".