أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا جديدا وغير مباشر لكل من المغرب وجبهة البوليساريو، وحثتهما على إحراز تقدم في عملية المفاوضات.
ففي كلمة له قال رودني هنتر المنسق السياسي لبعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، يوم 29 غشت الماضي أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، إن بلاده لا تستطيع تحت أي ظرف من الظروف، الاستمرار في دعم بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام التي توجد في مناطق النزاع لعشرات السنين دون تحقيق أي تقدم على أرض الواقع.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن هذه البعثات "تدعم الوصول إلى حلول سياسية، ولكنها في واقع الأمر تعمل على إدامة الوضع القائم".
وأشار في كلمته إلى بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية، المتواجدة بالصحراء منذ سنة 1991، و قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص التي أنشئت سنة 1964 لوقف القتال بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأترك.
وأضاف "سنواصل ممارسة الضغوط لمعرفة ما إذا كانت أطراف النزاع تعمل مع الأمم المتحدة في سبيل إحراز تقدم في المجال السياسي، وإذا لم تقم بذلك فإننا سنقوم بما تقوم به تلك البعثات، ومهما يكن الأمر فإننا لا نخدم الوسطاء في شيء حين نسمح بأن يكون الوضع القائم هو الغاية في حد ذاته".
وواصل حديثه قائلا "قد لا يتمكن الوسطاء من إجبار الناس على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لذلك علينا أن نلعب هذا الدور".
وقال في كلمته "يجب ألا نسمح للوساطة أن تعمينا عن حقائق ما يفعله الناس لبعضهم البعض على الأرض. نريد أن تحل النزاعات بطرق دبلوماسية، ولكن عندما لا يكون ذلك، يجب أن نتحلى بالشجاعة لقول ذلك وتقديم إجابات. هذه هي الطريقة التي نساعد بها الوسطاء" وتابع "يجب على أطراف النزاع أن تعلم بأنه ستكون هناك عواقب إذا لم يلتزموا بالمحادثات".
ويأتي تصريح المسؤول الأمريكي، قبل أسابيع فقط من مناقشة تمديد ولاية بعثة المينورسو في الصحراء لستة أشهر أخرى.
كما يأتي تحذير رودني هانتر لطرفي النزاع، متوافقا تماما مع التهديدات التي سبق لمستشار الأمن القومي في إدارة ترامب جون بولتون أن أطلقها، في أعقاب تبني القرار الأممي 2414 يوم 29 أبريل الماضي.
وتتجه الإدارة الأمريكية إلى ممارسة الضغط بشكل رئيسي على المغرب الذي يرفض حتى الآن الجلوس على طاولة واحدة مع جبهة البوليساريو، مطالبا باعتبار الجزائر طرفا في النزاع.
وللتذكير فقد سبق للأمين العام الأممي السابق بان كي مون أن أقر في تقريره لسنة 2016، بفشل محادثات السلام في الصحراء الغربية وقال "مازلت أشعر بالأسف لأن العملية السياسية التي بدأت في أبربل 2007 لم تمهد الطريق أمام مفاوضات حقيقية".