كشف موقع "ميدل إيست آي" يوم الأربعاء الماضي، أن زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي اقترح وساطة بين المغرب والجزائر لوقف التوتر بين البلدين.
ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي جزائري لم يذكر اسمه، أن الغنوشي اتصل بالوزير الأول الجزائري أحمد أويحي ونظيره المغربي سعد الدين العثماني مقترحا وساطة لحل الأزمة بين البلدين، وجلوسهما إلى طاولة الحوار من أجل حل النقاط العالقة.
واقترح السياسي التونسي على الوزير الأول الجزائري التدخل لدى شخصيات مغربية مؤثرة بشأن الأزمة، لكن أويحيى رد عليه بأن الأمر "لا يستدعي وساطة ولكن المطلوب من المغرب وقف الحملة الإعلامية ضد الجزائر".
وبحسب الموقع ذاته فإن رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، نفى أن يكون قد تلقى اتصالا من راشد الغنوشي بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية.
وسبق للجزائر أن رفضت وساطات من كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق مشيرة إلى أن الخلاف ثنائي ويجب أن يحل بين البلدين دون تدخل طرف ثالث.
ففي سنة 2015، أعلن عبد القادر مساهل الذي كان يتولى آنذاك حقيبة وزير الشؤون المغاربية (وزير الشؤون الخارجية الحالي)، أنه "لا وجود لأزمة بين البلدين تستدعي وساطة من أي جهة"، وأضاف في حينه أن "ملف الصحراء الغربية يعالج في إطار الأمم المتحدة، ونتمنى أن يجد حلا له في أقرب الآجال".
عموما، فإن هذه المبادرة تثير الكثير من الأسئلة، خصوصا في التوقيت الحالي الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين الجارين توترا كبيرا، كما أن الغنوشي يدرك أن الملف يدار من الدوائر العليا في البلدين وليس من قبل رئيسي الحكوميتين.
ومعلوم أن حركة النهضة التونسية معروفة بقربها من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. ويتضح ذلك من خلال استقبال الغنوشي من قبل بوتفليقة شخصيا خلال كل زياراته إلى الجزائر كما كان الشأن في سنة 2014، و2016، و 2017.