في هذا الجزء من حواره مع موقع يابلادي، أشار محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن أن "مياه كثيرة جرت تحت نزاع الصحراء في السنوات الماضية، أفضت إلى ما يمكن وصفه بانقلاب في موازين القوى فيما يتعلق بالتوازنات المرتبطة بالصراع".
وأوضح أن "هذا الانقلاب يمكن أن يتجلى في العملية النوعية التي شنها الجيش المغربي فيما يتعلق بتأمين الكركرات في 13 نونبر الماضي، ثم في مجموعة من العمليات التي شملت تمديد الجدارات الدفاعية والسيطرة الجوية التامة على مناطق شرق الجدار، لأن الكثير من المصادر الإعلامية تتحدث عن عمليات نوعية تشنها المسيرات المغربية، والتي في بعض الأحيان تؤدي إلى مصرع عناصر البوليساريو بما في ذلك قيادات وازنة".
وأكد أن "المغرب بات يسيطر اليوم على كامل الإقليم"، وأشار إلى أن "هذا الوضع بدأ يتعاطى معه المجتمع الدولي".
كما تحدث في حواره مع يابلادي عن وجود "ضعف كبير في أداء الجزائر التي كانت تعاني من أزمة داخلية"، وهو ما أفضى بحسبه "إلى احتراق ورقة البوليساريو ضمن لعبة الحرب بالوكالة".
هذه التطورات ستؤدي بحسب محمد سالم عبد الفتاح إلى انكشاف "الجزائر كطرف معني ومباشر فيما يتعلق بتدبير هذا النزاع"، بالمقابل سيؤدي "إلى تصاعد الحضور المغربي في الساحة الدولية سواء فيما يتعلق بالاتحاد الإفريقي أو عدد من الهيئات الدولية".
وأكد أنه اليوم "هناك نوع من الحسم للملف على مستوى الساحة الدولية، والموقف الجزائري بات معزولا"، وعبر عن اعتقاده بأن هذه "التطورات ستفرض على المغرب الشروع في تنزيل مقترح الحكم الذاتي من جانب واحد، خصوصا في ظل انتفاء أسطوانة التمثيل الشرعي التي كانت تدعيها البوليساريو، لأنه اليوم هناك عملية سياسية في الأقاليم الجنوبية وهناك منتخبون، وهذه العمليه تحظى بالإشادة الدولية".
وبخصوص تهديدات البوليساريو باللجوء إلى الإرهاب، وشن عمليات في الداخل المغربي، وتهديد الاستثمارات الأجنبية في الملكة، قال "اعتقد أن هذه التهديدات تدخل في إطار حالة الإفلاس والترهل السياسي التي بات يعانيها مشروع البوليساريو ككل، في إطار السياقات الإقليمية والدولية الحالية".
وتابع أن "التهديدات بعيدة كل البعد عن الواقع لأن البوليساريو ظلت طوال ثلاثة عقود من الزمن تهدد باللجوء إلى الحرب وحينها كان يتم التعاطي مع تلك التهديدات بكثير من الاهتمام...، ولكن حينما دقت ساعت الحقيقة، الذي ظهر هو عجز عسكري تام وترهل في ميليشياتها العسكرية، وفشل في هذه الحرب المعلنة من جانبها".