تحاول جبهة البوليساريو إبعاد مسؤولية عرقلة تعيين مبعوث أممي جديد للصحراء الغربية عنها، وتتهم بالمقابل المغرب بـ"تقويض" جهود الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش.
وجاء في بيان لتمثيلية الجبهة الانفصالية في الأمم المتحدة "شارك حتى الآن أربعة مبعوثين شخصيين وخمسة عشر ممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة في مراحل مختلفة من عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية، بيد أن المغرب تمكن، ومع الإفلات التام من العقاب، من تحويل جهود وساطتهم إلى مهام مستحيلة من خلال المماطلة والعرقلة المتعمدة".
واتهمت البوليساريو المغرب "بالاعتراض" على العديد من المرشحين وبـ"التأثير على العملية من خلال مجموعة من الشروط المسبقة التي تستبعد بشكل تعسفي مواطني مجموعة من الدول الأعضاء في الأمم من قائمة المرشحين المحتملين لمنصب المبعوث الشخصي".
ويأتي بيان الانفصاليين بعد أربع وعشرين ساعة من نشر وكالة الانباء الفرنسية تقريرا قالت فيه نقلا عن مصادر دبلوماسية إن جبهة البوليساريو رفضت ترشيح وزير الخارجية البرتغالي السابق لويس أمادو.
المغرب وافق على تعيين مبعوث جديد
وأشارت الوكالة إلى أن "جبهة البوليساريو رفضت المقترح بعد دراستها تصريحاته عندما كان وزيرا، وأكدت أنها لاحظت ميله إلى المغرب". وسبق لصحيفة الوطن الجزائرية أن انتقدت ترشيح غوتيريس لمواطنه أمادو وتحدثت عن تصريحاته المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي المغربي والتي أدلى بها خلال زيارته للرباط سنة 2017.
وكان أمادو قد قال آنذاك "نشجع كل المبادرات الهادفة إلى التغلب على حالة الجمود فيما يتعلق بمشكلة موجودة منذ فترة طويلة (...) إن المبادرة المغربية، التي نجدها إيجابية، تتماشى مع هذا المنظور".
كما تحدثت الوكالة الفرنسية عن مرشح آخر لم تذكر اسمه اعترضت عليه جبهة البوليساريو وقالت إن "دعم الرباط ترشيحه سبب كاف ليعارضه الصحراويون".
وسبق للجزائر والبوليساريو أن رفضوا ترشيح رئيس الوزراء الروماني السابق ، بيتر رومان في دجنبر الماضي، واتهمته صحيفة الوطن الجزائرية الناطقة بالفرنسية بأنه "مؤيد للمغرب (...) قربه من المخزن، عادة ما يستبعده من أي منصب له صلة بالملف الصحراوي أو المغرب العربي". علما أنه سبق لرومان أن شارك في منتدى كرانس مونتانا الذي ينظم بالداخلة.
وجاء بيان البوليساريو الذي تتهم فيه المغرب في الوقت الذي باتت دائرة المناورة تتقلص أمامها وأمام الجزائر، خصوصا بعدما بدأت الإدارة الأمريكية تضغط لتعيين خليفة لكوهلر، حيث سبق لوزير الخارجية أنتوني بلينكين أن طالب خلال لقائه الافتراضي، في 29 مارس، مع أنطونيو جوتيريس بتعيين مبعوث جديد.
كما أن سبعة أعضاء من البرلمان الأوروبي وجهوا هذا الأسبوع سؤالا مكتوبا، إلى المفوضية الأوروبية لتحديد الطرف أو الأطراف التي رفضت ترشيح بيتر رومان.
وسبق لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أن أعلن في 5 أبريل بالداخلة أن "المغرب أعطى موافقته على تعيين مبعوث جديد (...) وأعطى الضوء الأخضر للمقترحات التي قدمها، الأمين العام الأممي".