التزم المغرب منذ 22 فبراير الماضي الصمت اتجاه الأحداث التي تشهدها الجزائر، غير أن المملكة لم تكن في الماضي تسلك نفس الطريق، إذ كانت ترد على الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو في المحافل الأممية بالحديث عن المشاكل الداخلية للبلاد.
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن جهات "سيادية" جزائرية باشرت نقاشا مع أكاديميين ومختصين بخصوص الطريقة الأفضل لفتح الحدود البرية المغلقة مع المغرب منذ سنة 1994، مشيرة إلى أن اتخاذ قرار بهذا الخصوص سيتم تأجيله إلى غاية انتخاب رئيس جديد للبلاد.
يبدو أن الحراك الذي تشهده الجزائر منذ 22 فبراير الماضي، ألقى بظلاله على جبهة البوليساريو، فمقارنة بما كان عليه الحال خلال السنوات السابقة، تراجعت أنشطة الجبهة الانفصالية في أوروبا والولايات المتحدة، كما أن تحركات انفصاليي الداخل بدورها تراجعت بشكل كبير.
على عكس خطاباته السابقة، بدا قائد الجيش الجزائري أحمد قايد صالح أكثر وضوخا في خطابه الذي ألقاه يوم أمس في مدينة ورقلة، واتهم فرنسا دون الإشارة إلهيا بالاسم بالسعي لزعزعة استقرار بلاده، مبعدا التهمة عن المغرب.
تحت ضغط الشارع الجزائري، وجد رئيس أركان الجيش الجزائري نفسه مضطرا للتخلي عن بوتفليقة بشكل رسمي، فقد دعا اليوم الثلاثاء إلى تطبيق المادة 102 من الدستور، والتي تتحدث عن استحالة ممارسة رئيس الجمهورية لمهامه بسبب المرض.
يتجه النظام الجزائري تحت ضغط الشارع، إلى التخلي عن عدد من أبرز رموزه، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء المقال أحمد أو يحيى. وللمغرب تقليد في استقبال الشخصيات المغضوب عليها في الجارة الشرقية.