قال قيادي في حزب العدالة و التنمية الحاكم بالمغرب أن قيادات الحزب تستنكر قيام القناة الثانية ببث الفيلم التسجيلي " القدس تنغير: أصداء الملاح"، فقد أكد أن الأمانة العامة للحزب خيم عليها طابع الإستياء من هذه الخطوة التي اعتبرتها تطبيعية مع "إسرائيل".
وقد أشار هذا القيادي إلى أن هذا الفيلم المسجل كان مبرمجا من قبل، وقال أن الحكومة لا تتدخل في برامج القناة، إلا أنه أكد أنه تم الاتفاق على ضرورة التزام القنوات العمومية بموقف الحكومة الرسمي القاضي بعدم التطبيع مع "إسرائيل".
ضمن هذا الفيلم التسجيلي ، ذهب المخرج كمال حشكار في رحلة بحث عن الناس الذين عاصرو اليهود في تنغير من المغرب إلى فرنسا مرورا بإسرائيل ، لإعادة اكتشاف تاريخ المجتمع اليهودي بالمغرب.
كما أنه قام بشرح الطريق التي أدت به إلى إخراج هذا الوثائقي قائلا "أنا طفل تربيت على أن البربر مسلمين، و انطلاقا من حكايات أجدادي عن مدينة تنغير مسقط رأسي، علمت أن من البربر من كانوا يهودا، و أن هذه المدينة كانت تسكنها فئات عريضة من اليهود"
في هذا الشريط يحكي كمال كيف أن أمه كانت تأكل من خبز جيرانها اليهود، كما أن والده كان يتاجر مع مواطنيه اليهود بشكل طبيعي.
ويقول كمال "بالنسبة لجيلنا الذي حرم من تملك جزء من تاريخه٬ يصعب تصور هذا التعايش اليهودي الأمازيغي: ماذا حدث إذن في ظرف خمسين عاما حتى يصبح هذا التعايش أمرا لا يصدق".
هذا العمل تم عرضه في مهرجانات عديدة،بحيث أن المخرج يقوم فيه بالبحث عن المغاربة اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل سنوات الستينات من القرن الماضي، مخلفين وراءهم إرثا ثقافيا و حضاريا كبيرا.
الفيلم التسجيلي بصفة عامة يحكي فترة من تاريخ المغاربة اليهود من خلال شهادات مغاربة آخرين.
وللإشارة فمن بين من أنتجوا الفيلم يهود مغاربة يقيمون خارج المغرب.
و علاقة بالموضوع فقد قامت القناة الثانية بإرسال طاقم صحفي إلى "إسرائيل" من أجل إعداد تقارير من هناك خاصة فيما يتعلق بحياة اليهود المغاربة الذين رحلوا إلى إسرائيل منذ سنوات خلت.
فيلم كمال حشكار " القدس تنغير: أصداء الملاح"