ذكرت مواقع إعلامية إسرائيلية وأمريكية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مقابل تطبيع المملكة لعلاقاتها مع الدولة العبرية.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة العبرية الثالثة عشرة، أن نتنياهو حاول ترتيب اتفاق ثلاثي تعترف من خلاله الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل إقامة علاقات دبلوماسية عادية بين الرباط وتل أبيب.
وبحسب نفس المصدر فقد سعى رئس الوزراء الإسرائيلي السنة الماضية إلى إقناع إدارة ترامب بخطته، غير أنه قوبل بمعارضة شديدة من قبل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، ومع رحيل هذا الأخير في شهر شتنبر عاد المسؤول الإسرائيلي إلى إثارة هذه القضية، مع وزير الخارجية مايك بومبيو، لكن البيت الأبيض لم يوافق على الصفقة.
ويحاول نتنياهو الذي فشل في تشكيل حكومة بعد انتخابات أبريل وشتنبر من سنة 2019، اللعب على ورقة تطبيع العلاقات مع الدول العربية، لإقناع الإسرائيليين بالتصويت لصالح حزب الليكود الذي يترأسه، خصوصا في ظل المنافسة الشرسة معه من قبل حزب "أزرق أبيض" الذي يقوده بينيغانتس، حيث تعهد قبل أيام بتوقيع "اتفاقيات سلام تاريخية" مع عدد من الدول العربية.
وقال مسؤول إسرائيلي للقناة العبرية إن المغاربة غير راضين عن الفجوة بين وعود نتنياهو والنتائج حتى الآن، اضافة الى ترويجه للعلاقات السرية مع الرباط لأهدافه السياسية الخاصة.
وستسمح هذه الصفقة بحسب المصدر ذاته "لترامب بالتباهي بوجود علاقات متطورة بين إسرائيل ودولة عربية"، كما "يمكن لنتنياهو زيارة المغرب وعقد لقاء رفيع المستوى مع الملك محمد السادس".
وتم نقل الاقتراح الإسرائيلي إلى البيت الأبيض من قبل مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، الذي نجح بحسب تقرير القناة الإسرائيلية في تطوير علاقات مع أحد مساعدي وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، كما أشار ذات التقرير إلى أن بن شبات وبوريطة تربطهما صلات مع ياريف الباز، وهو رجل أعمال يهودي مقرب من كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر.
من جهته ذكر موقع "إكسيوس" الأمريكي أنه نتيجة للعلاقة التي نسجها مئير بن شبات، التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة سرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر 2018.
وخلال شهر دجنبر الماضي قالت القناة العبرية الثانية عشرة إن نتنياهو يأمل في الانضمام إلى بومبيو في رحلة إلى المغرب، غير أن المغاربة رفضوا ذلك.
ولا يرتبط المغرب حاليا بعلاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، وسبق للمملكة أن ربطت علاقات دبلوماسية معها للمرة الأولى 1993، وذلك بعد توقيع اتفاق أوسلو بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تم تبادل افتتاح مكاتب اتصال في كل من تل أبيب والرباط. لكن ومع انطلاق الانتفاضة الثانية سنة 2000 قرر المغرب قطع علاقاته معها.
وترتبط إسرائيل بعلاقات دبلوماسية عادية مع دولتين عربيتين هما مصر والأردن، وخلال الآونة الأخيرة نجح نتنياهو بمساعدة الإدارة الأمريكية، في ربط قنوات الاتصال مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والبحرين وسلطنة عمان، كما تحدث تقارير إعلامية عن لقاء جمع يوم أمس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ومسؤول سوداني رفيع المستوى في أوغندا.