وافق المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي المنعقد يوم السبت الماضي بعاصمة النيجر نيامي في إطار أشغال الدورة العادية الخامسة والثلاثين، على قيام اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بزيارة إلى الصحراء الغربية، للاطلاع على الأوضاع الاقتصادية والتنموية وكذا الاجتماعية والحقوقية.
وقالت وسائل إعلام مغربية إن المجلس المتشكل من وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة القارية، أخذ بعين الاعتبار ملاحظات ممثل المغرب في الاجتماع، فيما يتعلق باحترام السيادة المغربية، والتنسيق مع السلطات المحلية بخصوص أجندة الزيارة.
وقاد الوفد المغربي في هذا الاجتماع التحضيري للقمة الاستثنائية 12 للاتحاد الإفريقي الوزير المنتدب المكلفُ بالتعاون الإفريقي، محسن الجزولي.
وسارعت جبهة البوليساريو للإشادة بقرار المجلس التنفيذي، واعتبرت أنه يؤكد أن الاتحاد الإفريقي مصمم "على متابعة قراراته السابقة ذات الصلة، ويوجه رسالة واضحة إلى المغرب بضرورة انصياعه لمبادئ وقوانين وقرارات الاتحاد الإفريقي".
ونقلت "وكالة أنباء" البوليساريو عن أبا الحيسن "رئيس اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان"، التابعة للجبهة الانفصالية قوله إن المغرب "يرتكب انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان" في الصحراء، واغتنم الفرصة لمهاجمة فرنسا أيضا وقال، إن المغرب يجد الحماية "من لدن الدولة الفرنسية داخل مجلس الأمن الدولي التي تعارض إدراج حماية ومراقبة حقوق الإنسان في صلاحيات المينورسو".
ورغم محاولة تصوير جبهة البوليساريو قرار المجلس التنفيذي بأنه انتصار لها، إلا أن الزيارة المرتقبة للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب إلى الصحراء في حال حدوثها، ستشكل فرصة للمغرب من أجل الدفاع عن وجهة نظره أمام بعثة اعتادت لسنوات الاستماع لوجهة البوليساريو وحلفائها في الاتحاد الإفريقي فقط.
ترويكا الاتحاد الإفريقي تناقش قضية الصحراء
ويوم الجمعة الماضي اجتمعت ترويكا الاتحاد الإفريقي التي تم إنشاؤها خلال قمة نواكشوط في يوليوز سنة 2018، والتي تتألف من الرؤساء المنتهية ولايته والمقبل والحالي لمتابعة تطورات قضية الصحراء.
ورغم أن القرار رقم 693 الصادر عن المنظمة القارية، ينص على أن الترويكا تتكون من الرؤساء المنتهية ولايتهم والحاليون والملتحقون الجدد ورئيس اللجنة، إلا أنه وخلال اجتماع نيامي ترأس الاجتماع وزير الخارجية المصري سامح شكري، بمشاركة وزراء خارجية رواندا وجنوب إفريقيا.
وصرح أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية "بأن الاجتماع بحث آخر تطورات قضية الصحراء وسبل دعم المسار الأممي، وأهمية تشجيع جميع الأطراف على تكثيف انخراطها في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وأهمية التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن وآخرها القرار 2468، والبدء في المفاوضات السياسية غير المشروطة وصولاً للحل العادل والمُرضي لهذا النزاع".
ويشير البرنامج المؤقت لاجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي، إلى أن الترويكا من المفترض أن تكون قد عقدت اجتماعا آخر اليوم الإثنين.
وكان قرار قمة نواكشوط قد قيد مهمة الترويكا في تقديم الدعم الفعال للجهود المبذولة تحت إشراف الأمم المتحدة، كما حصر تدبير قضية الصحراء في المسلسل الأممي مستبعدا كل مسلسل موازي.
ويتشبث المغرب برفض أي مشاركة للاتحاد الإفريقي، في مسلسل البحث عن تسوية للنزاع الإقليمي حول الصحراء، مقابل إبقائه بشكل حصري في أروقة الأمم المتحدة.
وحاولنا في موقع يابلادي الاتصال بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، من أجل الحصول على تعليق حول الموضوع، لكن دون جدوى.