بعد ثلاثة أيام من الصمت، اعترفت قيادة جبهة البوليساريو يوم أمس باعتقال ثلاثة نشطاء، هم مولاي أبا يزيد وفاضل بريكة ومحمود زيدان، ويشترك هؤلاء في الانتماء للمبادرة الصحراوية للتغيير.
وجاء في بيان لـ"وزارة العدل" التابعة لجبهة البوليساريو، أن هؤلاء المعتقلين يتابعون بجرائم "القذف والسب، والمساس بالأعراض، والتحريض على العصيان، والإهانة"، وهي الاتهامات التي كذبتها عائلة أبا يزيد.
ويواجه المتهمون الثلاثة عقوبات صارمة، إذا انتهى بهم الأمر أمام محاكمة قانونية.
وبحسب ما أفاد به مصدر مطلع على ملف الصحراء في تصريح لموقع يابلادي، فإن هذه الاعتقالات تأتي في سياق استعداد الجبهة الانفصالية لمؤتمرها المقبل، والذي لم يتم الإعلان عن موعد محدد لعقده بعد.
يذكر أنه سبق لا براهيم غالي أن عين عددا من قياديي الجيل الأول، في عضوية اللجنة التي ستشرف على الإعداد للمؤتمر، وضمت القائمة التي كلفها إبراهيم غالي بوضع تصور خارطة طريق للمؤتمر المقبل، 27 شخصا، معظمهم من الحرس القديم للجبهة الانفصالية، والذين تولوا المسؤوليات داخلها منذ سنوات السبعينات.
ومن بينهم خطري أدوه "رئيس برلمان" البوليساريو، وبشير مصطفى السيد شقيق مؤسس الجبهة، الذي يشرف على التنسيق مع انفصاليي الداخل، وعبد القادر الطالب عمر ممثل الجبهة في الجزائر العاصمة، وعبد الله الحبيب الذي يتولى منصب "وزير الدفاع"، إضافة إلى سلفه في هذا المنصب محمد لمين البوهالي، الذي فضل تجاوز خلافاته مع غالي، من أجل مصلحة قبيلة الرقيبات، التي تمتلك اليد الطولى داخل المخيمات.
ويعتبر المؤتمر موعدا حاسما بخصوص مستقبل القيادة الحالية للجبهة الانفصالية التي ينتمي كل أعضائها إلى الحرس القديم، والذين لا يزالون متمسكين بالسلطة، ويرفضون إشراك جيل الشباب الذين ولدوا في المخيمات.
وينشط مجموعة من الشباب داخل المخميات على شبكات التواصل الاجتماعي، ويتهمون القيادة الحالية باختلاس المساعدات الإنسانية، كما أنهم ينشطون على أرض الواقع من خلال تنظيم مظاهرات أمام مقار المفوضية السامية للاجئين في المخيمات.
وسيتمكن الحرس القديم في الجبهة من خلال حملة الاعتقالات هاته، من إسكات الأًصوات المعارضة والإعداد للمؤتمر المقبل في هدوء، وينتمي الشباب المعتقلون إلى الجناح المتطرف في الجبهة الانفصالية الذي يرفض أي حل وسط مع المغرب، ويدعو إلى استئناف العمل المسلح.