حذر الرجل القوي في الجزائر قايد صلاح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الجزائري، في كلمة له يوم أمس الأربعاء 19 يونيو، بمدينة بشار، المتظاهرين من حمل الأعلام الأمازيغية أثناء مشاركتهم في الحراك الجزائري المستمر منذ 22 فبراير الماضي.
ودعا بحسب ما نقلته الوكالة الجزائرية الرسمية إلى "لفت الانتباه إلى قضية حساسة تتمثل في محاولة اختراق المسيرات ورفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة جدا"، مشددا على أن "للجزائر علم واحد استشهد من أجله ملايين الشهداء، وراية واحدة هي الوحيدة التي تمثل رمز سيادة الجزائر واستقلالها ووحدتها الترابية والشعبية، فلا مجال للتلاعب بمشاعر الشعب الجزائري".
وأضاف أنه تم "إصدار أوامر صارمة وتعليمات لقوات الأمن من أجل التطبيق الصارم والدقيق للقوانين السارية المفعول والتصدي لكل من يحاول مرة أخرى المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال الحساس".
وواصل حديثه قائلا "بفضل الخيرين من أبناء الجزائر ستبقى مشاعر الجزائريين محفوظة دائما وأبدا، فلا خوف على مستقبل الجزائر بلد ملايين الشهداء، لأنها ستعرف بفضل الله تعالى، ثم بفضل أبنائها المخلصين كيف تتلمس طريقها نحو بر الأمن والأمان".
وتشهد الجزائر مسيرات أسبوعية كل يوم جمعة منذ 22 فبراير الماضي، وستشكل مسيرة يوم غد 21 يونيو مناسبة للسلطات الجزائرية من أجل تنفيذ أوامر قايد صلاح، وهو ما قد ينجم عنه الدخول في اشتباكات مع المحتجين، خصوصا في منطقة القبائل.
ويأتي خطاب قايد صلاح "التصعيدي" بعد رفض المحتجين خلال مسيراتهم، "الحل الدستوري" من أجل الخروج من الأزمة الحالية التي تمر منها البلاد، وهو الحل الذي ظل يدافع عنه منذ بداية الحراك.
وسبق لقايد صلاح أن حذر من الخروج عن إطار الدستور كما يطالب بذلك جزء من المعارضة والحركة الاحتجاجية، معتبرا ذلك "إلغاء لمؤسسات الدولة" و"تهديما لأسسها".
ومنذ بداية الحراك الجزائري في 22 فبراير الماضي، والأعلام الأمازيغية ترفع جنبا إلى جنب مع العلم الجزائري، في المسيرات التي شهدتها العاصمة الجزائر وباقي المدن.
يذكر أن العلم الأمازيغي لا يرفع في المسيرات الجزائرية فقط، بحيث يحضر في جميع الاحتجاجات التي تدعو إليها الجمعيات الأمازيغية في المغرب وتونس وأيضا ليبيا.
وعلى عكس ما دعا إليه قايد صلاح، تتسامح السلطات في المغرب مع رفع العلم الأمازيغي في الاحتجاجات، حتى لو كان العلم الرسمي للبلاد غائبا تمامًا.