بعدما قررت اللجنة الانتخابية إرجاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأسبوع قبل ساعات من موعد فتح صناديق الاقتراع بسبب مشاكل لوجستية في توزيع التجهيزات، سيكون النيجريون على موعد مع اختيار قائد للبلاد بين مرشحين اثنين، هما الرئيس الحالي محمد بخاري ، ممثلا للحزب التقدمي، وأتيكو أبو بكر مرشح حزب الشعب الديمقراطي.
وعلى خلاف السنوات الماضية التي كان يتنافس فيها مرشحان، واحد من شمال البلاد ذات الأغلبية المسلمة، وآخر من الجنوب المسيحي الأغلبية، سيتنافس هذه المرة مسلمان لقيادة البلاد.
وستكون هذه الانتخابات بالنسبة للمغرب، حاسمة لمستقبل علاقاته الدبلوماسية والاقتصادية مع نيجيريا التي تعتبر القوة الاقتصادية الأكبر في غرب إفريقيا، وتبقي المملكة على دعمها لبخاري، علما أنه في سنة 2015، رفض الملك محمد السادس طلب إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس النيجيري السابق جودلاك جوناثان، منافس الرئيس المنتهية ولايته.
وقالت الخارجية المغربية في بلاغ لها آنذاك إن "العاهل المغربي رفض طلب السلطات النيجيرية إجراء المكالمة الهاتفية، بالنظر لكونه يندرج في إطار المناورات الانتخابية الداخلية، وبالنظر للمواقف العدائية لهذا البلد إزاء الوحدة الترابية للمملكة".
ورغم أن المغرب لم يعلن صراحة دعمه لأحد المرشحين، إلا أنه أوكل الأمر للزاوية التيجانية، حيث طالب زعيمها تيماسانيو أحمد روفاي، بدعم محمد بخاري وقال في بيان له "لقد تم اختباره ويمكن الوثوق به لفترة ثانية".
وتتمتع الزاوية التيجانية بتأثير كبير في أوساط مسلمي نيجيريا، ويعتبر أمير ولاية كانو الواقعة شمال البلاد، محمد السنوسي الثاني، الذي يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير من أتباعها، علما أنه يعتبر من الأصوات الداعمة لانضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا سيدياو.
ولا يعتبر دعم الزاوية التيجانية لمحمد بخاري مفاجئا، ففي شهر نونبر من سنة 2016 التقى بشيخ الزاوية التيجانية في المغرب محمد الكبير بن سيدي أحمد التجاني في العاصمة أبوجا، حيث وعده هذا الأخير بالوقوف إلى جانب نيجيريا في مواجهة جماعة "بوكو حرام" المتطرفة. وفي يونيو 2018 استقبل الرئيس النيجيري المنتهية ولايته أحمد تيديان ابراهيم نياس شيخ الطريقة التيجانية في السنغال المعروف بقربه من المغرب.
وسيلعب العامل الديني دورا مهما في الاقتراع الذي سيجري يوم غد، وإضافة إلى الزاوية التيجانية، سيعتمد بخاري على دعم المسيحيين الإنجيليين الموالين لنائبه ييمي اوسينباجو.