عقد مجلس الأمن الدولي يوم أمس الثلاثاء، جلسة مغلقة، خصصت لمناقشة قضية الصحراء الغربية، وكشف مصدر مطلع لموقع يابلادي أن "المبعوث الأممي هورست كوهلر، عرض خلال الاجتماع ملخصا لاجتماع المائدة المستديرة، الذي عقد يومي 5 و6 دجنبر، وأبدى رضاه عن عملية استئناف المحادثات بين الطرفين بعد مرور ست سنوات على تعليقها".
وأبلغ كوهلر أعضاء المجلس أنه يعتزم عقد مائدة مستديرة جديدة في مارس المقبل، وقبل ذلك سيجتمع بشكل فردي مع الأطراف الأربعة (المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو) خلال شهر فبراير من أجل وضع "أجندة" لمائدة مستديرة جديدة.
المصدر ذاته أكد أن "المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، رحب بالاستئناف الوشيك لبرنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية التي تعيش في مخيمات تندوف والمدن الكبرى بالصحراء. بالنسبة له يعتبر ذلك نجاحا".
وللتذكير فخلال الفترة الممتدة من 18 إلى 25 يناير، زار مبعوثين مدينة العيون ومخيمات تندوف بهدف إعادة إطلاق الزيارات بين الجانبين، تحت إشراف مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الذي علقت عمله جبهة البوليساريو من جانب واحد سنة 2013 "لأسباب تقنية".
وبعد نهاية الاجتماع المغلق، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، في تصريح للصحافة بحسب ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، إنه على الرغم من أن كوهلر لم يشر إلى تاريخ دقيق لهذا الاجتماع المرتقب في مارس، فإن "السياق، على حد تعبيره، يبقى مواتيا" لاستئناف المفاوضات.
وتابع الدبلوماسي الفرنسي قائلا إن كوهلر "يشعر بزخم حقيقي، ولديه رؤية، ويحظى بثقة جميع الوفود حول المائدة، وبالتالي، لدينا أجواء جيدة".
وفي معرض إشارته إلى أجواء مشاورات مجلس الأمن، قال ديلاتر إن الأمر يتعلق بـ"اجتماع جيد، تميز، على الخصوص، بالإجماع على دعم جهود المبعوث الشخصي". واعتبر السفير الفرنسي أن "رؤية السيد كوهلر والتزامه إزاء الزخم الذي ساهم في خلقه استثنائي"، مضيفا أنه "كان هناك إجماع على دعمه ودعم جهوده".
من جانبه، قال سفير ألمانيا لدى الأمم المتحدة، كريستوف هوسغين، إن المبعوث الشخصي للأمين العام يظل "ملتزما للغاية" في هذا الملف، وإنه جدد التأكيد أمام مجلس الأمن على رغبته في التوصل إلى "حل واقعي وعملي ودائم" لقضية الصحراء المغربية.
وأكد السفير الألماني أنه "كان من المهم للغاية رؤية الجميع حول المائدة يدعمونه، الجميع قال إن الأمر يتعلق بنزاع يمكننا أن نجد له حلا". واعتبر أن حل هذا النزاع سيكون إيجابيا "بالنسبة لساكنة المنطقة، لأن الإمكانات الاقتصادية للمغرب العربي هائلة، لكن لسوء الحظ لم يتم استغلالها اليوم بسبب هذا النزاع".
وأعرب السفير الألماني عن أسفه لكون هذا النزاع الذي طال أمده يقف حاجزا أمام إمكانات الاندماج الاقتصادي في المنطقة المغاربية. وقال "اليوم، لا يوجد إلا تبادل تجاري محدود بين المغرب والجزائر (...) مع أن الأمر يتعلق ببلدين كبيرين في المنطقة يمكن أن تستفيد ساكنتهما معا من هذا الاندماج".
وشدد هوسغين على أن حل هذا النزاع، الذي من شأنه تمهيد الطريق أمام الاندماج المغاربي، سيشكل "خطوة كبيرة إلى الأمام" بالنسبة للمنطقة، و"تظل ألمانيا مؤيدة بشكل كبير" لمثل هذا المسار .