بعد مرور أيام فقط على تقديم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء هورست كوهلر، إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي، قام المغرب والجزائر بتعبئة اللوبيات الموالية لهما في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إيصال رسالتهما إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب.
واختار المغرب أحد أنصاره الأكثر ولاء، وهو الدبلوماسي الأمريكي السابق روبيرت هولي، الذي يعتبر عضوا في المركز المغربي الأمريكي للسياسة، حيث نشر في 14 غشت الجاري مقالا حول نزاع الصحراء تحت عنوان "الصحراء الغربية: أين الجزائر؟".
وأشار في مقاله إلى مبادرة الحكم الذاتي الذي قدمها المغرب سنة 2007، والتي قال عنها "ديفيد ويلش، مساعد وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، أمام لجنة في الكونغريس، أن الولايات المتحدة رحبت باقتراح المغرب واعتبرته اقتراحا جديا وذا مصداقية". بالمقابل قال المسؤول الأمريكي "إن اقتراح البوليساريو لا يبدو في حكمنا أنه يحتوي على أفكار جديدة".
ويسعى روبيرت هولي من وراء هذا التذكير إلى إيصال رسالة إلى جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي يطمح منذ تعيينه في منصبه منذ شهر مارس الماضي إلى التأثير في النزاع الذي عمر طويلا.
يذكر أن المبعوث الأممي للصحراء الغربية هورست كوهلر، التقى جون بولتون قبل بضع ساعات فقط من تقديم إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي في 8 غشت الجاري.
بدورها لم تتأخر الجزائر في الرد على روبيرت هولي، وذلك عبر الناشطة الحقوقية سوزان شولت رئيسة منتدى الدفاع، والمعروفة بدفاعها الكبير عن أطروحة جبهة البوليساريو.
وطالبت شولت من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل من أجل "حل نزاع سياسي طويل الأمد حول آخر مستعمرة إفريقية، وهي الصحراء الغربية".
وتأسفت الناشطة الأمريكية لعدم قدرة بعثة المينورسو على تنظيم استفتاء في الصحراء، لأن المغرب بحسبها "أنفق ملايين الدولارات في الضغط لمنع تنظيم الاستفتاء، ورشوة مسؤولي الأمم المتحدة".
ومن المرتقب أن تزيد التعبئة المغربية والجزائرية لجماعات الضغط الموالية لهما في الولايات المتحدة الأمريكية، مع اقتراب انعقاد الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذا مناقشة ملف الصحراء في أكتوبر المقبل بمجلس الأمن الدولي.