أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء 2 ماي أن "مستويات تلوث الهواء لا تزال مرتفعة بشكل خطير في مناطق كثيرة من العالم". وأشارت المنظمة، استنادا إلى قياسات جودة الهواء في 4300 مدينة من 108 دولة، إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص "يتنفسون الهواء الذي يحتوي على مستويات عالية من الملوثات".
وأشارت إلى أن "سبعة ملايين شخص يتوفون كل عام بسبب تلوث هواء المحيط (الخارجي) والهواء داخل المنازل". وهو "رقم مثير للقلق".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "أفقر الناس وأكثرهم تهميشا يتحملون العبء الأكبر".
وأضاف أنه من غير المقبول اليوم أن "أكثر من 3 مليارات شخص - معظمهم من النساء والأطفال – مازالوا يتنفسون الدخان القاتل كل يوم من استخدام المواقد الملوثة والوقود في منازلهم". كما حذر: "إذا لم نتخذ تدابير عاجلة، فلن نستطيع أبدا تحقيق التنمية المستدامة".
وأشارت المنظمة إلى أن "أكثر من 90٪ من وفيات تلوث الهواء تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في آسيا وأفريقيا، تليها البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وأوروبا والأميركتين ".
وأوصى تقرير منظمة الصحة العالمية الدول بتخفيض تلوث الهواء للوصول إلى قيم سنوية متوسطة تبلغ 20 ميكروغرام / م3 للجسيمات الدقيقة (10) و10 ميكروغرام / م3 للجسيمات المصنوعة من الكبريتات والنترات والكربون الأسود (أو ما يسمى PM2.5).
ورغم أن وضع المدن المغربية العشرة المدرجة في دراسة منظمة الصحة العالمية عن جودة الهواء غير مطمئن إلا أنها تعتبر أقل خطورة من وضع الهند أو باكستان، اللتان تصنفان ضمن أكثر البلدان تلوثاً.
إلى حدود سنة 2016، كانت القياسات السنوية لـ PM10 في هذه المدن أعلى بكثير من 20 ميكروغرام /م3، ففي بنسليمان، يبلغ المؤشر 63 ميكروغرام / م 3، وهو ما يفوق بشكل مدهش مثيله في الدار البيضاء الذي يبلغ 43. ويبلغ 37 في مدينة فاس، بينما يصل إلى 35 في خريبكة و46 في مراكش و47 في مكناس و21 في آسفي و31 في سلا و40 في سطات و57 في طنجة.
ووصولا إلى سنة 2018، فإن قياسات PM2.5 تفوق المعايير، . ماعدا في مدينتي آسفي وسلا، فالمتوسط السنوي لبنسليمان هو 39 مكغ / م 3، بينما يبلغ 27 في الدار البيضاء، و23 في فاس، و22 في خريبكة، و28 في مراكش، 29 في مكناس، ووصولا9 آسفي، 13 في سلا، 25 في سطات و24 في طنجة.
وتحذر منظمة الصحة العالمية، في تقريرها، من التعرض للجسيمات الدقيقة باعتبارها الأكثر خطورة حيث " تخترق الرئتين والقلب والأوعية الدموية، مما يسبب الأمراض القاتلة، بما في ذلك السكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الانسداد المزمن والتهابات الجهاز التنفسي."
وتسببت هذه الظاهرة وحدها فيما يقارب 4.2 مليون حالة وفاة في عام 2016. أما بالنسبة لتلوث الهواء الداخلي، الناجم عن استخدام الوقود، فقد تسبب في وفاة حوالي 3.8 مليون شخص في الفترة نفسها، بحسب المنظمة.
وتأكد منظمة الصحة العالمية، التي قامت بقياس تلوث الهواء الداخلي لأكثر من عقد من الزمان، أنه " إذا كان معدل الحصول على الوقود النظيف والتكنولوجيات في التزايد في كل مكان، فإن التحسينات تظل بطيئةمقارنة بالنمو السكاني في أجزاء كثيرة من العالم، ولا سيما في دول جنوب الصحراء".