هل فعلا رد الأمين العام الأممي على رسالة زعيم البوليساريو ابراهيم غالي التي بعث له بها منتصف شهر دجنبر المقبل؟ أم أن الأمر لا يتعدى أن يكون مجرد دعاية من قبل الجبهة الانفصالية؟
يوم السبت المنصرم نشرت "وكالة أنباء" جبهة البوليساريو مقالا قالت فيه إن ابراهيم غالي، توصل برسالة جوابية من الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، علما أن زعيم الجبهة الانفصالية كان قد راسل أنطونيو غوتيريس منتصف شهر دجنبر الماضي، متهما المغرب بخرق القرار الأممي رقم 2351، وارتكاب "انتهاكات لحقوق الإنسان" و"نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية".
وحاولت "وكالة أنباء" الجبهة الانفصالية أن تُظْهر أن الأمين العام الأممي يتقاسم معها نفس المواقف مشيرة إلى أنه ألح على "تنفيذ إجراءات مستقلة وذات مصداقية لضمان الاحترام الكامل لحقوق الإنسان"، مضيفاً بحسب ذات المصدر أن الأمم المتحدة "تتابع موضوع الثروات الطبيعية للصحراء الغربية على أساس الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي 1975 ورأي المستشار القانوني للأمم المتحدة لسنة 2002".
وفيما يتعلق بالوضع في منطقة الكركرات أبرزت الجبهة الانفصالية أن غوتيريش أبرز أنها "ردت بشكل إيجابي على نيته إيفاد بعثة تقنية للمنطقة، وأنه بالنسبة له لم يتم بعد استنفاذ كافة الطرق من أجل التقدم، وأن جهوده ستتواصل لمعالجة المسائل العالقة الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991 والاتفاقية العسكرية رقم 1".
وحاولت "الوكالة" ذاتها أن تظهر أن غوتيريس يتقاسم مع الجبهة الانفصالية أيضا نفس وجهة النظر بخصوص بعثة المينورسو حيث أكد بحسبها متابعته لموضوع احترامها "لمعايير عمل بعثات حفظ السلام في العالم، وطرحه إن اقتضت الضرورة على مجلس الأمن الدولي".
لكن محاولة الجبهة الانفصالية إبراز تقاسمها نفس الرؤية مع الأمين العام الأممي يثير العديد من الأسئلة، حول حقيقة إرسال هذه الرسالة.
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي لستيفان ديجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي، رد على سؤال حول صحة ما نشرته جبهة البوليساريو قائلا "ليس لدي أي تأكيد بأن هذه الرسالة قد أرسلت".
وما يزيد من الشكوك حول ما أوردته "وكالة أنباء" البوليساريو، هو أنه وخلافا لما هو مألوف فإن المقال لم يتضمن اقتباسات من الرد المنسوب للأمين العام الأممي.