القائمة

أخبار

دياسبو #392: ميسون بوغا تحتفي بالثقافتين الأمازيغية والأسترالية للشعوب الأصلية

ميسون بوغا، المنحدرة من الدار البيضاء، تستخدم المسرح التطبيقي لإعادة الاتصال بتراثها الأمازيغي من خلال إعادة اكتشاف الحكايات الشعبية المغربية واللغة. عرضها الثقافي العابر للحدود من الشروق إلى الغروب، الذي سيُقام يوم الخميس 12 يونيو في الدار البيضاء، يمزج بين الحكي والرقص والموسيقى للاحتفاء بالثقافتين الأمازيغية والأسترالية للشعوب الأصلية.

نشر
ميسون بوغا والممثل الأسترالي وارن كليمنتس. / تصوير: ميسون بوغا
مدة القراءة: 5'

ولدت ميسون بوغا في الدار البيضاء لأسرة أمازيغية تنحدر من منطقة سوس، ولا تزال تحتفظ بذكريات لا تقدر بثمن من طفولتها التي قضتها مع أجدادها. كانوا يتحدثون تاشلحيت — وهي لم تكن تتحدثها — لكنها كانت تصغي بعناية، تمتص القصص التي كانوا يروونها بلغة أجدادها.

اليوم، عادت تلك القصص ذاتها لتظهر في حياتها من جديد من خلال أبحاثها ومشاريعها الإبداعية. تقيم ميسون الآن في بايرون باي، وهي بلدة ساحلية في جنوب شرق أستراليا، وتسعى لاكتشاف الحكايات الشعبية المغربية من جديد. تفعل ذلك تكريمًا لثقافتها، واستعادة لإرث أجدادها، وتعلمًا أخيرًا لتاشلحيت — اللغة التي لطالما كانت ترغب في التحدث بها.

قالت ليابلادي: "نشأت في المغرب بارتباط عميق مع عائلتي، وخصوصًا أجدادي. أمي تتحدث الأمازيغية، وكنت محظوظة لأنني نشأت أسمعها تتحدث بها مع أخواتها، وأصغي إلى حكايات جدتي وجدي اللذين كانا يعيشان معنا".

المسرح التطبيقي من أجل التجربة والتعلم والنمو

لكن حب ميسون لتلك القصص ازداد بعد أن استقرت في أستراليا. وأثناء ممارستها للمسرح التطبيقي — وهو تخصص يستخدم الممارسات المسرحية من أجل التعليم وتنمية المجتمعات — بدأ هذا الشغف يتبلور.

بعد تخرجها من الثانوية في المغرب، انتقلت ميسون إلى أستراليا لدراسة علم النفس والأنثروبولوجيا. كما طورت اهتمامًا بمجال الموارد البشرية. وهذا المزيج من الاهتمامات قادها في نهاية المطاف إلى المسرح التطبيقي، الذي وجدت فيه ما يجمع بين كل شغفها.

تتذكر: "صادفت المسرح بالصدفة. صديقة عادت من مؤتمر وأطلقت شركة تركز على المسرح التطبيقي. انضممت إليها في تأسيس الشركة، وكانت تجمع بين كل اهتماماتي: علم النفس، والعمل الجماعي، والأنثروبولوجيا، والثقافة. أدركت أنه أداة قوية".

منذ عام 2007، تمارس ميسون المسرح التطبيقي، مستخدمة إياه لمساعدة مجموعات وأفراد وشركات ومنظمات غير حكومية على تطوير مهارات وأدوات من خلال التعلم الإبداعي والتجريبي.

أحد الأساليب التي تستخدمها كثيرًا يتضمن توجيه المشاركين في برنامج ينتهي بمسرحية تُعرض على جمهور يشاركهم الاهتمامات. تقول: "تنتهي المسرحية بأزمة — تُترك دون حل — ثم ندعو الجمهور للتدخل على الخشبة في اللحظة التي يعتقدون أن رد فعل مختلفًا ربما كان سيؤدي إلى حل".

وتابعت: "هذا مجرد مثال، لكن في المجمل، أبتكر مسارات تعلم تجريبية حيث يمثل الناس، ويتأملون، ويتعلمون، ويتكيفون، وينمون كمجموعة. الأمر يعتمد على ما ترغب المجموعة في استكشافه. الفكرة كلها تتمحور حول استخدام المسرح لخلق تجارب تعلم ذات معنى".

إعادة اكتشاف الثقافة الأمازيغية

قادتها رحلتها في المسرح والإبداع في نهاية المطاف إلى إعادة الاتصال بتراثها — ومع شعور عميق بالإحباط: عدم قدرتها على التحدث بلغة أجدادها الأعزاء. تقول: "كل تلك الرحلة فتحت أمامي عالمًا جديدًا"، متذكرة لقاءات مؤثرة مع فنانين من الشعوب الأصلية في أستراليا. "تلك اللقاءات ذكّرتني بثقافتي القديمة. ذلك القديم كلّمني".

ذلك النداء دفعها للتركيز على جذورها — وخصوصًا الحكايات الشعبية والتقاليد الشفوية التي كان يرويها أجدادها بتاشلحيت. تقول: "خطرت لي فكرة الانطلاق في رحلة مع والدتي لإعادة اكتشاف الحكايات الشعبية من منطقتنا ومن الثقافة الأمازيغية عامة — وخصوصًا من أماكن مثل إيمينتانوت وتارودانت".

وهكذا أصبح الحكي محوريًا في حياتها. وقالت "في الحقيقة، الفكرة راودتني منذ 2012 — حلم بالسفر مع والدتي إلى الجبال لجمع القصص. واضطررت للانتظار حتى وقت قريب للبدء في المشروع".

من الشروق إلى الغروب                                            

ما بدأ كمغامرة شخصية تطور الآن إلى مبادرة أكبر بكثير — واحدة تبني جسورًا بين الثقافتين المغربية والأسترالية. وتُوجت هذه المسيرة بمشروع فني عابر للثقافات بعنوان من الشروق إلى الغروب.

تصفه ميسون، مبتكرته ومنتجته، بأنه مزيج نابض بالحياة من السرد، والنغمة، والحركة. وتشرح: "المشروع هو حوار بين قصص ورقصات وموسيقى الثقافتين". ويشكل هذا العرض نهاية إقامة فنية إبداعية استمرت أسبوعين في المغرب — وهي المرحلة الأولى من المشروع — وخلالها استكشف الفريق التبادل الثقافي من خلال الفن.

وقالت: "نظرنا فيما نملكه، وتبادلنا الأفكار، وتأملنا في الحوار الثقافي. العرض هو تقديم للعمل الذي أنجزناه خلال هذا اللقاء الأول".

في العرض، تنضم إلى ميسون الفنان وارن كليمنتس، وهو رجل من شعب واكامن من شمال كوينزلاند وراقص وممثل ومثقف ثقافي معروف. أما الإشراف الموسيقي، فهو لبنيامين وولش، ضابط إيقاع وملحن عالمي يتحدى التصنيفات. ويمثل المغرب في المشروع رضوان بنطالب، وهو حكواتي وموسيقي أمازيغي يجسد روح الثقافة الأمازيغية.

الحوار في العرض سيكون متعدد اللغات. وقالت: "سيكون بالفرنسية والإنجليزية، مع بعض الأمازيغية أيضًا — لكنه سيكون في الغالب بالفرنسية والإنجليزية".

سيُقام العرض يوم الخميس 12 يونيو في الدار البيضاء. لدى ميسون أحلام كبيرة لهذا المشروع، تأمل في تطويره إلى عمل مسرحي كامل. وقالت "الخطة هي أن نجول به، وبالطبع المغرب ضمن الخريطة — نود تقديمه في مدن مختلفة".

عنوان من الشروق إلى الغروب يحمل رمزية. وقالت: "أعيش على الساحل الشرقي لأستراليا، حيث أراقب الشروق كثيرًا — وهو من أوائل الأماكن في البلاد التي ترى الشمس. أما الغروب — فالمغرب هو أرض الغروب، المغرب. شاهدت العديد من الغروب الجميل هناك. العرض هو بالفعل تحية لثقافتي، وللتراث الأمازيغي، وللمغرب — ولأستراليا".

كن أول من يضيف تعليق على هذا المقال