في نظركم ما هي رهانات الزيارة الأولى المرتقبة لهورست كوهلر إلى المنطقة؟
بعد فشل مهمة كريستوفر روس، وأيضا بعد القرار 2153 الأخير كانت هناك مستجدات تتعلق بقضية الصحراء، كملف الكركرات ومجموعة من التفاصيل المتعلقة بعودة عدد من أفراد بعثة المينورسو الذين سبق للمغرب أن طردهم.
والمبعوث الأممي الجديد من الضروري أن يطلع على مثل هذه المستجدات، لذلك هذه زيارة، تعتبر زيارة استهلالية فقط من أجل الاطلاع على الوضع ميدانيا.
ولكن رغم أن هذه الزيارة استهلالية إلا أنها مرتبطة كذلك بأجندة تهييء تقرير أكتوبر الذي سيعرض على الأمين العام الأممي، وهو التقرير الجزئي المتعلق بقضية الصحراء، في انتظار التقرير النهائي الذي سيعرض في أبريل.
هذه الزيارة تأتي في إطار الاطلاع على الملفات الميدانية، وتأتي أيضا في إطار تهييء إمكانيات إيجاد العناصر المشتركة بين الأطراف لإطلاق المفاوضات، على الرغم من أن الأمور ستكون صعبة جدا في هذه المرحلة.
هل الوضع في المنطقة سيساعد كوهلر في مهمته؟
إقليميا يمكن القول إنه ليس هناك متغيرات قوية، تستدعي التسريع بالوصول إلى تسوية سياسية، هناك تجادبات إقليمية، مثلا موريتانيا تحاول كما نسمع أن تدخل في مشروع طريق بري سريع مع الجزائر، لكن هذه عناصر لن تغير من الأمر شيئا، الأساسي هو أن المغرب متمسك بموقفه التفاوضي الذي يعتبر موقفا قويا جدا، مقارنة مع موقف جبهة البوليساريو التي تعاني من ضعف ميداني وإشكاليات اجتماعية واقتصادية.
كما أن استراتيجية الانهاك الطويلة الأمد التي ينهجها المغرب، تعتبر استراتيجية ناجحة، بحكم سيادته الترابية والإدارية على الصحراء، وأعتقد أن المغرب يبدي تعاونا كبيرا مع الأمم المتحدة، ويقدم كل الإمكانيات المتاحة للتعاطي القانوني مع الأمم المتحدة.
كوهلر سيعمل أيضا على إعداد ورقة تصويرة لإمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، والمغرب دائما كان مستعدا للدخول في مفاوضات مباشرة، المشكل موجود في جبهة البوليساريو التي لا زالت تعتقد بوجود حلول مثالية لايمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع.
هل سيتمكن كوهلر من تجاوز مرحلة سلفه كريستوفر روس؟
هذه أسئلة إجابتها عند جبهة البوليساريو، لأن المغرب حسم مشكل الكركرات على أساس الأمم المتحدة، ولم يعد هذا المشكل مطروحا، ومشكل المياه الإقليمية تم حسمه قانونيا، وحتى فيما يخص إشكالية الإرهاب، المغرب فرض قوته من خلال الاتحاد الإفريقي باعتباره مسؤولا عن الهجرة، ودخل في حوار مع قوى إفريقية بملفات اقتصادية وازنة.
مجموعة من الأسئلة التي كانت تقلق المجتمع الدولي، قدم المغرب حلولا لها، وما يقلق الآن هو عدم وجود مشروع سياسي لجبهة البوليساريو ينهي مأساة شريحة مجتمعية محاصرة في منطقة دون رحمة، وهذا ما يقلق المجتمع الدولي.