ألغت قناة "فرانس 24" التي تبث برامجها من العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس الماضي حلقة برنامج "وجها لوجه" والتي كان من المنتظر أن تناقش الأزمة الداخلية التي يمر منها حزب العدالة والتنمية، بين التيار الداعم لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والتيار الداعم للأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران، دون أن تقم توضيحات لمشاهديها عن سبب إلغاء الحلقة.
وكان منتظرا أن تستضيف الحلقة ضيفين من المغرب، أحدهما القيادي الاتحادي السابق عبد الصمد بلكبير، الذي اتهم جهات داخل الدولة بمنعه من المرور في وسائل لإعلام العمومي المغربي، قبل أن ينتقل التضيق عليه إلى منعه من إبداء مواقفه في القنوات الدولية.
وقال بلكبير في تصريح لموقع يابلادي "المغرب يعود إلى الوراء، هم لا يريدون تنوير الرأي العام بخصوص ما يحصل داخل حزب العدالة والتنمية، وفي الأخير يقولون إن حكومة العدالة والتنمية هي التي منعتني من الحديث عن الحزب".
وتابع "هم يريدون أن لا يمر اسمي في التلفزيون، وهذه ليست المرة الأولى، في مرات سابقة دخلت إلى الاستوديو وأثناء الاستعداد للتصوير تأتيهم أوامر إما بتوقيف البرنامج وإما سحب الرخصة منهم" وذلك كله "بسبب مواقفي السياسية والإديولوجية".
رئيس الحكومة يطلب توضيحا
وبخصوص تفاصل ما وقع قال البرلماني السابق عبد الصمد بلكبير "اتصلوا بي من القناة الفرنسية وسألوني عن موقفي من أزمة حزب العدالة والتنمية، وعندما أسهبت في الحديث عن الموضوع، قالوا لي هل أنت مستعد لكي تمر في برنامج وتقول فيه هذا الكلام فوافقت، وبعد ربع ساعة اتصلو بي وقالوا لي سيكون الضيف الثاني هو بنقدور وهو أستاذ جامعي، وبعد ذلك علمت أن السلطات اتصلت ببنقدور وطلبوا منه تقديم اعتذار للقناة الفرنسية، وبعد اعتذاره بحثت القناة عن ضيف آخر ولم تستطع السلطات دفع هذا لضيف للاعتذار، لذلك طلبوا من الاستديو رفض تسجيل الحلقة".
وأكد أن مسؤولي القناة أخبروه أن الاستديو رفض استقباله لتصوير الحلقة "الاستديو سمح لهم في البداية لكنه عندما علم بمشاركتي وبموضوع الحلقة قال لهم لا، بعدما تلقى أوامر من وزارة الاتصال".
وكشف عبد الصمد بلكبير أنه اتصل بالأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران وأخبره بما حصل، ليقوم هذا الأخير بالاتصال برئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي اتصل بدوره ببلكبير "واستنكر ما حصل، واتصل بوزير الثقافة والاتصال وطلب منه الحصول على جواب، وإلى الآن وزير الاتصال لم يجبه، لأنه لا يملك جوابا، فوزير الاتصال لا قرار له في مثل هذه الأمور".
بلكبير ممنوع من التعبير عن موافقه بأمر من وزارة الثقافة والاتصال؟
وفي تصريح لموقع يابلادي أكد مصدر من داخل القناة الفرنسية أنه بعما قبل الضيفان بالمشاركة في البرنامج "طلبت منا وزارة الثقافة والاتصال معرفة موضوع الحلقة وعندما أخبرناهم رفضوا".
وأضاف موضحا "توصلنا ببريد من وزارة الاتصال، يستفسرون فيه عن موضوع الحلقة، وعندما أخبرناهم، لم يعطوننا الموافقة بخصوص منحنا استديو للتصوير، و تم إلغاء البرنامج، وهذه ليست المرة الأولى التي نتعرض فيها للمشاكل مع الجانب المغربي، هم يريدون أن يوافقوا على الضيوف الذين نستضيفهم، وإن لم يوافقوا عليهم يرفضون السماح لنا بالتصوير".
وتابع نفس المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن نعاني من مثل هذه المشاكل، نحن قناة نملك جمهورا واسعا في المغرب العربي وخصوصا في المغرب، ونريد أن نغطي الشأن المغربي، ولكنهم يصعبون علينا الأمور كثيرا".
وحاولنا في موقع يابلادي الاتصال بوزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، وكذا عبد الإله التهاني مدير الاتصالات والعلاقات العامة للحصول على روايتهم بخصوص المضوع، غير أننا لن نتمكن من ذلك.