وكانت جثة العتابي الذي فارق الحياة يوم الثلاثاء الماضي، قد نقلت جوا من الرباط إلى مطار الشريف الإدريسي بالحسيمة، وبعد ساعات من الأخذ والرد بين عائلة العتابي والسلطات الأمنية تقرر دفن العتابي بمقبرة "أكرا أزوكاغ" التي توجد عند مدخل المدينة بعد صلاة العصر.
وبحسب نشطاء في الحراك فإن التعجيل بدفن الراحل جاء بعد تهديد عامل الإقليم لأسرته في حال أصرت على تأجيل الجنازة إلى يوم غد بإعادة الجثة الى الرباط، مبررا ذلك بأن "القرار الذي تسلمه هو نقل الجثة من المطار الى المقبرة مباشرة وليس شيئا اخر".
وأكد الناشط في الحراك محمد الموساوي في تدوينة على حسابه بالفايسبوك أنه "بعد أزيد من ثلاث ساعات من المفاوضات وجدت العائلة نفسها امام قرارين: اما القبول بدفن عماد مباشرة او ارجاعه إلى الرباط، فاضطرت العائلة مرغمة على قبول دفنه وتفادي التلاعب بجثته واعادته من جديد الى الرباط، وربما وضعهم امام امر الواقع ودفنه في مكان اخر غير الحسيمة".
وبعد موافقة العائلة على تشييع ابنها إلى متواه الأخير، انطلقت حشود المشيعين باتجاه المقبرة وهم يرددون الشعارات فيما تعالت أصوات الزغاريد، ومباشرة بعد نهاية مراسيم الدفن، انطلق المشيعون في مسيرة احتجاجية رافعين شعارات منددة بمقتل العتابي، موجهين أصابع الاتهام إلى السلطات العمومية بالتسبب في مقتله يوم 20 يوليوز من شهر يوليوز الماضي.
وتدخلت بعد ذلك القوات العمومية لتفريق المحتجين على مشارف مدينة الحسيمة، لتتحول المسيرة الاحتجاجية بعد ذلك إلى مسيرات في مختلف أحياء المدينة.
وعلاقة بالموضوع نشر الناشط في حراك الريف المرتضى إعمراشا بيانا على حائطه الفايسبوكي قل إنه صادر عن معتقلي الحراك القابعين بسجن عكاشة بالدار البيضاء جاء فيه "تلقينا كمعتقلين سياسيين للحراك الشعبي بالريف، مثلما تلقت الجماهير الشعبية، ببالغ الأسى والحزن الشديدين نبأ استشهاد عماد العتابي الناشط في الحراك الشعبي بإقليم الحسيمة يوم 8 غشت 2017 بعدما تعرض لإصابة من طرف القوات القمعية على مستوى الرأس يوم 20 يوليوز 2017".
وأكد المعتقلون في البيان الذي لم يتسن للموقع التأكد من صحته، أنهم دخلوا ابتداء من يوم أمس "في حداد لمدة ثلاثة أيام وفي إضراب عن الطعام ابتداء من الغد (اليوم) لمدة 48 ساعة".
وختم المعتقلون بيانهم بالقول "بذلك نعتبر عماد العتابي شهيدا للحراك الشعبي بالريف، شهيدا استشهد دفاعا عن حريتنا كمعتقلين وعن كرامة الوطن وحقوق مواطنيه، ونحمل المسؤولية الكاملة للدولة في استشهاده".