تحدثت العديد من وسائل الإعلام مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، عن استئناف معتقلي حراك الريف بسجن عكاشة بالدار البيضاء إضرابهم عن الطعام، بعدما لم يشملهم العفو الملكي الذي هم 1178 شخصا.
وشمل العفو الملكي بعض معتقلي الحراك "الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعال جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة وذلك اعتبارا لظروفهم العائلية والإنسانية" بحسب بلاغ لوزارة العدل، فيما استثنى جميع المعتقلين في سجن عكاشة بالدار البيضاء باستثناء سليمة الزياني المعروفة باسم سيليا.
وفي اتصال مع موقع يابلادي قال المحامي عبد الصادق البوشتاوي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك "لم نتأكد بعد من دخول المعتقلين في إضراب عن الطعام"، وتابع "المعتقلين سبق لهم أن أخبرونا بأنهم سيستأنفون إضرابهم بعد عيد العرش، هم أجلوا الإضراب المفتوح عن الطعام الذي جاء تحت شعار الحرية أو الشهادة احتراما لذكرى 30 يوليوز".
وأضاف البوشتاوي أن "المعتقلين مقتنعون ببراءتهم، والإضراب عن الطعام ماهو إلا شكل احتجاجي للمطالبة بحريتهم، التي يطالبون بنيلها سواء بالعفو أو بصيغة قانونية أخرى كحفظ المسطرة من طرف قاضي التحقيق".
من جانبها قالت نعيمة الكلاف عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك في تصريح لموقع يابلادي "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي دخول المعتقلين في إضراب عن الطعام، غدا سأقوم بزيارتهم رفق بعض المحامين وسنعرف آنذاك جديدهم".
أما المحامي إسحاق شارية عضو هيئة الدفاع فأكد للموقع أن "المعتقلين أخبرونا قبل عيد العرش أنهم سيستأنفون إضرابهم عن الطعام في حال لم يشملهم العفو الملكي، ولا يمكنني أن أؤكد أو أنفي دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، لأنني لم أزرهم بعد"، وبخصوص المعتقل ربيع الأبلق فقد أكد شاريه "أنه مستمر في إضرابه عن الطعام، لكن لا يمكنني إطلاعكم على حقيقة وضعه الصحي لأنني لم أقم بزيارته".
وكان معتقلي الحراك بسجن عكاشة بالدار البيضاء قد قرروا إيقاف إضرابهم عن الطعام يوم الخميس 20 يوليوز، تزامنا مع المسيرة التي منعتها وزارة الداخلية، بعد موافقتهم على بعض المبادرات التي وعدهم أصحابها بإيجاد حل لقضيتهم.
وعلى خلاف باقي المعتقلين كان ربيع الأبلق قد قرر الاستمرار في إضرابه المفتوح عن الطعام، الذي وصل إلى يومه 36، وسط حديث عن ازدياد حالته الصحية سوءا، بعد فقدانه لأكثر من 20 كيلوغراما من وزنه.
من جهة أخرى قالت الناشطة البارزة في حراك الريف نوال بنعيسى في فيديو نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك إن "الحراك باق ويتمدد" لأن مطالبه لم تتحق بعد وعلى رأسها إطلاق سراح جميع لمعتقلين بدون استثناء وبدون قيد أو شرط".
وأضافت بنعيسى أن المعتقلين على خلفية الحراك "لم يقترفوا أي ذنب، وخروجهم للشارع جاء من أجل تحقيق مطالب اجتماعية اقتصادية وثقافية".
وزادت المتحدثة "نحن لا نميز بين النشطاء المعتقلين، ولا أحد منهم ارتكب أي جنحة أو جناية، وندعو إلى إطلاق سراحهم لأن مطالبهم كانت بسيطة وتعبر عن مطالب كونية توفر لهم العيش الكريم، ومتمسكون بالملف الحقوقي إلى أخر نفس".