قالت القناة الثانية الإسرائيلية، إن وزارة الخارجية المغربية قدمت عبر إحدى سفارات الدولة العبرية في غربي أوروبا، احتجاجا رسميا لوزارة الخارجية الإسرائيلية، بسبب لقاء جمع بين زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية ابراهيم غالي، ووزير الاتصالات في الحكومة الإسرائيلية أيوب قارا خلال حفل تنصيب الرئيس الإكوادوري لينين مورينو الشهر الماضي.
وفي رد على الاحتجاج المغربي قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية يوم أمس الأربعاء "ان أيوب قرا تحدث مع ممثلي الدول العربية الذين حضروا اللقاء باللغة العربية، وتفاخر امامهم بالعلاقات السرية التي تجمع إسرائيل والمملكة العربية السعودية"، مشيرة الى "ان اللقاءات التي اجراها قرا مع الشخصيات العربية تمت بدون تنسيق مسبق مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو".
وانتقدت الصحافة الإسرائيلية لقاء قرا بغالي وقالت إنه "يمنح الشرعية لقادة الدول الغربية لقاء قادة فلسطينيين، ويعتبر تدخلا صارخا بالشأن الداخلي المغربي، التي تعتبر من احدى الدول العربية القليلة التي تسمح للمواطنين الإسرائيليين الدخول لأراضيها".
وأوضحت الخارجية الإسرائيلية بحسب ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن اجتماعات أيوب قارا بالإكوادور لم يتم تنسيقها او الموافقة عليها من قبل مكتب رئيس الوزراء.
وبحسب ذات الموقع فإنه رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل إلا أن "الدولة الواقعة فى شمال افريقيا تعتبر واحدة من اكثر الدول لطفا فى العالم العربى تجاه اسرائيل"، إذ أن "نحو 45 ألف سائح إسرائيلي يزورون المغرب سنويا".
وعقب أيوب قارا على التوضيح الذي قدمته وزارة الخارجية الإسرائيلية بالقول "إن جميع ما قمت به كان من منطلق حرصي على المصالح الإسرائيلية، ولتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، علما ان جميع اللقاءات التي اجريتها كانت على علم من السفير الإسرائيلي في الاكوادور، الذي لم يخبرني بعدم التحدث مع زعيم دون آخر، وتحدث معه كما تحدثت مع الآخرين".
وتابع قائلا في بيان أصدره أنه "من المؤسف ان صورتي مرارا وتكرارا كممثل للحكومة الاسرائيلية مشوهة حيث انني اسعي الى دفع السلام بين اسرائيل والعالم العربي".
وأكد قارا أن اللقاء مع زعيم جبهة البوليساريو "كان موجزا"، وانه "تصافح لفترة وجيزة مع العديد من الافراد فى الاحتفال".
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تقوم فيها المملكة المغربية بتقديم احتجاج إلى دبلوماسيين إسرائيلين في أوروبا، إذ سبق لوزارة الخارجية المغربية أن وجهت رسالة إلى سفير إسرائيل بمدريد سنة 2010، للمطالبة بعدم تدخل إسرائيل في ملف الأمازيغ المغاربة.
ويشار إلى أن المغرب لا يرتبط بعلاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، إذ سبق للمملكة إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000 أن قررت إغلاق مكتبي الاتصال في كل من الرباط وتل أبيب.