بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب عن سواحل المحيط الأطلسي، تحاول جبهة البوليساريو التواجد من جديد في المنطقة، وتكلفت الجزائر بتوفير الوسائل اللازمة لإنجاز هذه المهمة.
وبحسب ما أسر به مصدر من الصحراء لموقع يابلادي فإن "السلطات الجزائرية سلمت خمس زوارق حربية صغيرة (أنظر الصورة) للبوليساريو، والتي سيتم تمريرها من خلال منطقة الكركرات (التي تتواجد فيها حاليا ميليشيات البوليساريو) إلى المحيط الأطلسي"، وستشكل منطقة الكركرات قاعدة انطلاق لعمليات الحركة الانفصالية في مياه الصحراء.
وتضع البوليساريو نصب أعينها من خلال تواجدها المتوقع في المحيط الأطلسي، التضييق على سفن الاتحاد الأوروبي التي تصطاد في المنطقة، وفقا للاتفاق الموقع بين الرباط وبروكسيل في سنة 2014.
اتفاق الصيد البحري: البوليساريو تفرض أجندتها على الاتحاد الأوروبي
من خلال فتح هذه الجبهة الجديدة تطمح البوليساريو إلى ممارسة المزيد من الضغوط على دول الاتحاد الأوروبي, وخلال الأسبوع الماضي بعث ممثل جبهة البوليساريو في بلجيكا برسالة إلى لجنة الصيد البحري بالبرلمان الأوربي، لمطالبتها بالامتناع عن تقديم أي تعديلات لبروتوكول اتفاقية الشراكة المتعلقة بالصيد البحري والمبرم بين الاتحاد الأوربي و المغرب، و التي من شأنها أن "تتضارب مع مبادئ تقرير المصير و الوضع المنفصل و المتميز لإقليم الصحراء الغربية، طبقا للقرار الصادر عن محكمة العدل الأوربية بتاريخ 21 دجنبر".
وللتذكير فبعد أيام من صدور قرار محكمة العدل الأوروبية في 21 دجنبر الماضي، أعلنت الفرنسية جيل ديفرز، محامية جبهة البوليساريو عزمها إرسال رسائل إلى الشركات الأوروبية العاملة في الصحراء لحثها على احترام قرار محكمة العدل الأوروبية، وبحسبها فإن المستهدفين من خلال هذه الرسائل ليس لديهم خيار سوى الرضوخ لإملاءات جبهة البوليساريو، من "خلال التفاوض معها أو ترك الصحراء".
فكيف سيرد المغرب على تواجد دورية تابعة للبوليساريو بمياه المحيط الأطلسي؟ وهل سيكتفي بتنبيه الأمم المتحدة كما جرت العادة، أم أنه سيتخذ إجراءات أخرى للدفاع عن مصالحه الاقتصادية والإستراتيجية؟
وللتذكير ففي أواخر سنوات السبعينات وحتى سنة 1986، كانت جبهة البوليساريو تشن هجمات تستهدف أساسا قوارب الصيد الإسبانية، وأدت هذه العمليات إلى مصرع 10 أشخاص. وفي سنة 2006 تأسست الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب من أجل الدفاع أمام العدالة عن أسر الضحايا من الصيادين الكناريين الذين قتلوا في هجمات الجبهة الانفصالية.