أفادت مصادر إعلامية تونسية نقلا عن الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ومساعد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف مراد التركي، أن السلطات الأمنية التونسية أرسلت صورة شخص يحمل الجنسية البلجيكية وتعود أصوله إلى المغرب، يشتبه في ضلوعه في جريمة اغتيال المهندس محمد الزواري فى صفاقس الخميس الماضي الى الانتربول الدولي للقبض عليه.
وبحسب صحيفة "الشروق" التونسية فإن التحقيقات الجارية تفيد بأن "البلجيكي من أصول مغربية الذي لم يقع العثور عليه بعد، هو صاحب مؤسسة الانتاج الثقافي والاعلامي التي تعمل لفائدتها الصحفية والمصور الصحفي الموقوفين والذين كانا أجريا حديثا مع محمد الزواري في وقت سابق".
وتم اغتيال الزواري عن طريق إطلاق شخصين مجهولين 20 رصاصة عليه وهو في سيارته أمام منزله في مدينة صفاقس التونسية، وقد استخدم في ذلك مسدسيْن كاتميْن للصوت فاستقرت ثماني رصاصات في جسده خمس منها في جمجمته. وأعلنت السلطات التونسية توقيف خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في عملية الاغتيال ومصادرة تجهيزات.
من جهتها أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية حماس أن جهاز المخابرات الاسرائيلي "الموساد" هو من نفذ العملية، وأَضافت أن المهندس التونسي المغتال "هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية والتي كان لها دورها الذي شهدته الأمة وأشاد به الأحرار في حرب العصف المأكول عام 2014".
وأشارت إلى أن "القائد الطيار الزواري التحق قبل 10 سنوات في صفوف المقاومة الفلسطينية وانضم لكتائب القسام وعمل في صفوفها أسوة بالكثيرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية الذين كانت فلسطين والقدس والأقصى بوصلتهم وأبلوا في ساحات المقاومة والفعل ضد العدو الصهيوني بلاء حسناً وجاهدوا في صفوف كتائب القسام دفاعاً عن فلسطين ونيابة عن الأمة بأسرها".
من جهة أخرى قال رونين بريغمان -وهو محلل أمني إسرائيلي معروف بعلاقاته الوثيقة بالاستخبارات الإسرائيلية- بحسب ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة "الجزيرة" إن الاتهامات الموجهة إلى جهاز الموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري "لا تخلو من الصحة"، مؤكدا أن منفذي الاغتيال "تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس".
أما أورن هيلر -وهو معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية- فلفت إلى أن إسرائيل كانت تخشى من "الأفعال التي يمكن أن يفعلها الزواري في المستقبل"، مشيرا إلى سعي حماس للاستعانة به في "إنتاج طائرات بدون طيار انتحارية وقادرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل بأقل قدر من المخاطرة على مقاتليها".