كان مبرمجا أن ينظم مركز محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات، مناظرة دولية بمراكش حول موضوع: "نزاع الصحراء الغربية إضاءات متفاعلة"، في 29 و30 ماي الجاري، غير أنه تم تأجيلها إلى موعد لاحق دون أن يتم الإعلان عن التاريخ بشكل دقيق، ويعتبر هذا التأجيل الثاني من نوعه حيث سبق لمنظمي المناظرة أن حددوا في وقت سابق تاريخ 9 و10 أبريل الماضي كموعد لعقد المناظرة.
وجاء التأجيل بعد التوتر الذي شهدته قضية الصحراء إثر الزيارة الأخيرة للأمين العام الأممي بان كي مون إلى مخيمات تندوف، وإطلاقه لتصريحات رأى فيها المغرب خروجا عن الحياد وانحيازا لجبهة البوليساريو.
وسبق لبعض أعضاء المركز أن زاروا الجزائر مرتين، وتونس وموريتانيا وفرنسا والبرتغال وهولندا وبلجيكا، وقاموا باتصالات مع فعاليات وصفت بـ"الوازنة" في ليبيا ودول عربية وأجنبية أخرى استعدادا لتنظيم المناظرة التي تتم تأجيلها.
وجاء في بلاغ لمركز محمد بنسعيد آيت يدر أن المركز نجح في فتح "أفق مغاربي واعد يمتد بعمق في كل دولة من دول المغرب الكبير" بفضل "زياراته ونقاشاته وندواته الإعدادية"، وهو ما يلقي على عاتقه بحسب البلاغ الذي توصلنا بنسخة منه "مسؤولية المحافظة على هذه الدينامية ورعايتها بتعميق الوعي المغاربي الجماعي الذي يتيح - في الأفق القريب - بوادر الحل الذي سيهتدي إليه ذكاؤنا الجماعي باستثمار جيد وعقلاني لما أثمرته سيرورة التحضير".
وبخصوص قرار التأجيل أوضح المركز أن "بعض الأطراف من داخل المغرب وخارجه، المنخرطة معنا في هذا المشروع المغاربي"، سجلت أن "المحبذ هو انعقاد المناظرة في جو هدوء وتبصر، حتى يتسنى لجميع الأطراف حضورها والمساهمة فيها، والتمست هذه الأطراف إرجاء تنظيم المناظرة، حفاظا على أهدافها النبيلة والآمال العريضة التي فتحتها".
وأكد المركز أنه "حين يعلن تأجيل مناظرة مراكش، فإنه يؤكد تشبثه القوي بمبادرته، و يلتزم مع الرأي العام الوطني والمغاربي، باستمرار التعبئة والتواصل من أجل توفير كافة الشروط الضامنة لإنجاحها وبحضور كافة الأطراف المعنية بغية إطلاق سيرورة البحث الجماعي عن الحل في محطة مراكش والمحطات التالية بتونس وموريتانيا والجزائر وإسبانيا لإنضاج البدائل وفتح الآفاق الواعدة أمام منطقة تتهددها الأخطار أكثر من أي وقت".