ففي مقال معنون بـ "بوادر أزمة جديدة بين الرياض والجزائر بسبب الصحراء الغربية" عادت جريدة الشروق الجزائرية المعروفة بقربها من مراكز صناعة القرار في الجزائر، للحديث عن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس أمام قادة الدول الخليجية بالعاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء الماضي، وادعت أن الملك وصف الجزائر بـ"الدولة العدوة".
ورغم أن الملك محمد السادس لم يأت على ذكر الجزائر في خطابه إلى أن الصحيفة اتهمته بـ"التهجم والتجني على الجزائر"، ورأت اليومية الجزائرية أن الملك كان يقصد الجزائر حين قال "إن هناك مخططات عدوانية تستهدف المس باستقرار دول المنطقة، وهي متواصلة ولن تتوقف... هذه المخططات وبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي.. هاهي اليوم تستهدف غربه، على أن آخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب".
وأضافت يومية "الشروق" الواسعة الانتشار في الجزائر أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أعلن عن دعم بلاده للمغرب في نزاع الصحراء الأمر الذي ينذر بحسبها "بأزمة جديدة بين السعودية والجزائر"، نتيجة ما قالت إنه تباين للرؤى بينهما "بشأن الصحراء، ومسائل خلافية أخرى سابقة كالحال مع الملفين السوري واليمني".
ونقلت الصحيفة الجزائرية قول الملك السعودي متوجها بالخطاب إلى الملك محمد السادس "نحن نقدر مواقفها المساندة لقضايانا الدولية، ومساندتها لنا في حرب تحرير الكويت، ومشاركتها في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، وفي عاصفة الحزم، مؤكدين تضامننا جميعا مع جميع القضايا السياسية والأمنية، ومن ذلك قضية الصحراء المغربية".
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن مراقبين يتوقعون "دخول العلاقات الثنائية بين الجزائر والسعودية في مرحلة "ركود" جديدة، نتيجة لمواقف الرياض".
من جانبها تساءلت صحيفة "الخبر" في مقالها الافتتاحي الذي عنونته بـ"أين الرد يا جزائر؟" عن عدم خروج المسؤولين الجزائريين عن صمتهم، فيما يخص مواقف دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة للمغرب في نزاع الصحراء.
وتأسفت الجريدة لكون الحلف الذي شكلته دول مجلس التعاون الخليجي مع المغرب والأردن، "أصبح يحل محل الجامعة العربية التي "تملكنت" وأُبعدت منها الأنظمة الجمهورية من حيث التأثير في القرارات، ومع ذلك بقيت الجزائر في هذه الجامعة البائسة التي تسمى الجامعة العربية" بحسب تعبيرها.
وأضافت اليومية الجزائرية أنه "منذ سنوات والسعودية تتحرش بالجزائر في مناسبات عديدة، منها البترول، ومنها الحج، ومنها المواقف من اليمن وسوريا والعراق! ولو كانت الجزائر دولة واقفة كما كانت من قبل لرمت حفنة تراب إيرانية في آلة مجلس التعاون الخليجي، هذا الذي أصبح يتعاون على الإخلال بالأمن في شمال إفريقيا، وليس الشرق الأوسط فقط".
وأضاف صاحب المقال أن النظام السعودي بتحالفه مع النظام المغربي والأردني، يسعى لأن يحكم كل الوطن العربي لأن النظام السياسي الذي شيده الرئيس الجزائري الذي وصفته بالمستشار السابق لأمراء الخليج في الجزائر "يخاف الأمراء أكثر مما يخاف الشعب الجزائري الغضوب والثائر".