نقلت وسائل إعلام مغربية، خبر إيداع الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم "الفاف"، خير الدين زطشي، الحبس المؤقت، وأرجعت الأمر إلى امتناعه عن التصويت على تعديل على نظام العضوية داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف"، جرى طرحه أمام الجمعية العمومية الـ 43 التي احتضنتها العاصمة المغربية الرباط، في مارس 2021، يقضي برفض عضوية أي اتحاد كروي ينتمي إلى بلد غير معترف به كبلد مستقل من طرف الأمم المتحدة، ما يعني إبعاد البوليساريو عن أي عضوية محتملة داخل الكاف.
ونشر موقع "الصحيفة"، مقالا تحت عنوان "السجن لرئيس اتحاد الكرة السابق في الجزائر بعد رفضه عضوية "البوليساريو" في الكاف"، فيما قال موقع "هبة بريس" في مقال له "يرى متابعون أن السبب الحقيقي وراء اعتقاله يعود إلى تصويته ضد انضمام جبهة البوليساريو الانفصالية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) خلال اجتماع عُقد بالعاصمة الرباط".
بدوره نشر موقع "زنقة 20 " مقالا تحت عنوان، "الجزائر تزج برئيس اتحاد الكرة الأسبق في السجن بعد تصويته ضد انضمام البوليساريو للكاف"، وجاء فيه أن متتبعين يرون "أن السبب الحقيقي هو تصويته ضد إنضمام البوليساريو للكاف بالعاصمة الرباط".
وجاء في الموقع الإلكتروني لإذاعة "ميد راديو"، "يرى عدد من المتابعين بأنه إيداعه السجن راجع إلى تصويته ضد انضمام جبهة البوليساريو الانفصالية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) خلال اجتماع عقد بالعاصمة الرباط".
هل للمغرب فعلا علاقة باعتقال زطشي؟
ولا يتعلق الأمر بزطشي وحده، فخلال الأسابيع الماضية، شنت السلطات الأمنية والقضائية الجزائرية حملة ضد عدد من رؤساء الاتحادية الجزائرية السابقين، وقررت اعتقال ثلاة منهم.
وعكس ما تناولته بعض وسائل الإعلام المغربية التي أجمعت على نسب خبرها إلى "متابعين"، فقد تمت متابعة خير الدين زطشي، بحسب وسائل إعلام محلية، بتهم "إبرام وإمضاء جميع العقود المتعلقة بصفقات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وهي عقود مشبوهة ومخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير، والاستفادة من امتيازات".
كم اتهم زطشي بتجاوزات في "الصفقات والعقود التي أبرمها"، حيث استفاد مسؤولون سابقون "في "الفاف" من علاوات ومنح مالية، وتقديم منح مباريات إلى لاعبين دوليين محليين بالعملة الصعبة، مع جانب تبديد المال العام من خلال تضخيم فواتير الإيواء والإطعام"، إلى جانب وقوفه وراء "نفقات مالية ضخمة بكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر وغيرها من التجاوزات والخروقات"....
ولم يشر أي مصدر إعلامي خاص أو رسمي في الجزائر، لأي علاقة بالمغرب أو جبهة البوليساريو باعتقال زطشي الذي ترأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلال الفترة بين مارس 2017 ومارس 2021، مما يجعل ربط ملف اعتقاله بالمغرب مجرد تخمينات، لا تستند على أي دليل.
فيما تمت متابعة جهيد زفيزف (27 يناير 2022- 16 يوليوز 2023) وسلفه شرف الدين عمارة (15 أبريل 2021 - 31 مارس 2022) "على أساس عدم فسخ العقود المشبوهة المبرمة من طرف خير الدين زطشي الذي تولى المنصب قبلهما، وكذا عدم التبليغ عن هذه الصفقات التي بقيت سارية المفعول بالرغم من عدم قانونيتها ومخالفتها للإجراء الداخلي لإبرام الصفقات".
وتحاول السلطات الجزائرية في الآونة الأخيرة، إيلاء اهتمام كبير بالمجال الرياضي حيث تم تعيين رئيس الاتحادية الحالي وليد صادي وزيرا للرياضة.
وجاءت الحملة الأخيرة ضد الرؤساء الثلاثة للاتحادية الجزائرية ومسؤولين آخرين داخلها، في إطار محاولة السلطات العليا في البلاد طمأنة الرأي العام، ووسائل الإعلام الجزائرية التي يجمع أغلبها على الإشادة بالرئيس الحالي وليد صادي، ومهاجمة الرؤساء السابقين، الذين يوصفون بأنهم فشلوا في ولوج لجان الكاف.