يندفع الغبار من الصحراء الكبرى، وهي صحراء شاسعة تمتد على جزء كبير من شمال أفريقيا، بشكل متزايد إلى أوروبا الغربية بسبب التغيرات الأخيرة في أنماط الرياح والتصحر.
ووفقا لمقال في مجلة العلوم والتكنولوجيا "نيو ساينتست"، فإن ظاهرة الغبار المندفع من الصحراء الكبرى إلى أوروبا تحدث بشكل متكرر ومكثف، حتى خلال الأشهر الباردة، كما لاحظ العلماء مؤخرا.
وفي جنوب المغرب، سجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية عبور للغبار نحو جزر الكناري. وقالت سارة باسارت، من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، للمجلة التي تتخذ من لندن مقرا لها، إنه "في عام 2024، سنشهد هذه الأحداث المتطرفة مرة أخرى". كما وصل الغبار من الصحراء الكبرى إلى إسبانيا هذا الأسبوع.
وفي حين أن أحداثًا مماثلة تكون طبيعية خلال الأشهر الأكثر دفئًا، إلا أن تسرب الغبار من الصحراء أصبح شائعًا بشكل متزايد في أوروبا الغربية، ويصل إلى المملكة المتحدة.
وتؤكد دراسة نشرت في غشت 2023 من قبل مجموعة من الباحثين الإسبان، ومن بينهم باسارت، هذا الاتجاه. ووجدوا أن سحب الغبار العملاقة القادمة من شمال أفريقيا وصلت إلى أوروبا أكثر من المعتاد خلال السنوات الأربع الماضية. واللافت أن هذه السحب الترابية أصبحت تتكرر بشكل منتظم خلال فصل الشتاء بين عامي 2020 و2022، بدلا من أن تقتصر على المواسم الدافئة.
ولفهم السبب وراء فصول الشتاء شديدة الغبار، قام الباحثون بفحص أنماط ضغط الهواء فوق شمال أفريقيا وأوروبا والمحيط الأطلسي من عام 2003 إلى عام 2022. وأشارت النتائج إلى اختلافات كبيرة من سنة إلى أخرى واختلافات كبيرة في كميات الغبار بين الفصول، حيث كانت فصول الشتاء الأكثر غبارًا في 2020-2022 تحتوي على غبار أكثر ووصل الغبار إلى ارتفاعات أعلى مقارنة بفصول الشتاء السابقة.
وتشير الدراسة إلى أن أنظمة الضغط العالي فوق المحيط الأطلسي قد تكون مسؤولة عن الغبار الإضافي. وتعمل أنظمة الضغط العالي هذه مثل الجدران، حيث تمنع الرياح الغربية القوية وتسمح للغبار بالانتقال لمسافة أبعد. ويبدو أن الطريقة التي تتشكل بها هذه الأنظمة تلعب دورًا، حيث تكون بعض الأشكال أكثر شيوعًا خلال فصول الشتاء شديدة الغبار.
وتعتقد باسارت وزملاؤها أيضًا أن هذا الأمر يمكن أن يكون مرتبطا بالجفاف المستمر في منطقة المغرب العربي شمال غرب إفريقيا. بالنسبة، ما يساعد على زيادة كمية الغبار المتوفر بفعل الرياح.