رغم مرور سنتين على توقيع الإعلان المشترك الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، والذي تم بموجبه تطبيع العلاقات بين المملكة والدولة العبرية، إلا أنه لم يتم لحد الآن تحويل مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب لسفارتين.
ويوم أمس نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن أربعة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين معنيين بشكل مباشر بهذه القضية، أن المغرب ربط خلال الأشهر الأخيرة، "فتح سفارة في تل أبيب بالاعتراف الرسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية بسيادته على الصحراء الغربية".
وأوضح الموقع نقلا عن ذات المصدر أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا " إنه في الأشهر الأخيرة، طالب المسؤولون المغاربة باعتراف إسرائيلي رسمي بالصحراء الغربية، في كل مرة كان فيها الإسرائليون يثيرون مسألة رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي".
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن الحكومة الإسرائيلية قررت حتى الآن عدم الخوض في هذه القضية. وبحسب ذات المصدر فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتقد "أن المغاربة يستخدمون قضية الاعتراف كذريعة لعدم فتح سفارة كاملة في تل أبيب بسبب الانتقادات في المملكة".
ويؤكد ذات المسؤولين أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة "لن تواجه مشكلة في الاعتراف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب"، مشيرين إلى "آمال نتنياهو في زيارة المملكة في الأشهر المقبلة".
وسبق لمستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير، والذي أشرف على توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والمغرب، أن أكد في مذكراته أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو لم يكن يرغب بمكتب اتصال، بل بفتح سفارة إسرائيلية في المغرب. وهو الاقتراح الذي رفضه بوريطة تماما، لدرجة التهديد بالإلغاء التام للاتفاق".
وخلال زيارتها للمغرب في يونيو الماضي، صرحت وزيرة الداخلية الإسرائيلية آنذاك أييليت شاكيد أن إسرائيل تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية سرعان ما تراجعت عن بيان شاكيد قائلة إن "مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية هو تطور إيجابي".
وبعد أسابيع، زار وزير العدل الإسرائيلي آنذاك جدعون ساعر المغرب وقال إن الصحراء الغربية جزء من المغرب، غير أن وزارة الخارجية الإسرائيلية نأت بنفسها مرة أخرى عن تصريحه وكررت موقفها من النزاع.
ومنذ توقيع الإعلان الثلاثي يوم 22 دجنبر 2020، وإسرائيل تسعى إلى تحويل مكتبي الاتصال إلى سفارتين، وكان وزير الخارجية السابق يائير لابيد، قد قال أثناء افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، في غشت سنة 2021، "إن إسرائيل والمغرب يعتزمان تطوير علاقاتهما الدبلوماسية وافتتاح سفارتين في غضون شهرين"، لافتاً، أنه اتفق مع الوزير بوريطة أن يتم ترفيع مستوى العلاقات مع الرباط إلى مستوى السفارات.
وفي شهر غست من السنة الماضية، أعلن الرئيس السابق للبعثة الإسرائيلية لدى المغرب دافيد جوفرين، أنه تم توقيع عقد بناء مقر السفارة الإسرائيلية الدائمة في الرباط.