أطلق مثقفون مغاربة وجزائريون نداء أكدوا فيه على عمق العلاقات بين الشعبين والمغربي والجزائري، وذلك في عز التطورات التي تشهدها منطقة الصحراء.
وجاء في النداء أنه "لزهاء خمسين سنة والمنطقة تتأثر بنزاع الصحراء وتداعياته، مما عطّل مشروع وحدتها، وعمّق الجفاء بين قطبيها الجزائر والمغرب. بيد أن ما يُسجّل أن الحكمة سادت دوما من أجل الإبقاء على الوشائج العميقة بين الشعبين، ولم تذهب حتى في أوج التوتر إلى ركوب المغامرة، وقبِل المغرب بالحل السياسي في نطاق الأمم المتحدة".
وتابع الموقعون على النداء " لكن نجاح الأمم المتحدة في وضع حد للنزاع رهين بتصفية الأجواء في المنطقة. أخفقت الأمم المتحدة، وما كان لها إلاّ أن تُخفق. لكن البديل ليس هو المواجهة أو الصدام".
وجاء في النداء أيضا "الأواصر ما بين الشعبين الجزائري والمغربي أوسع من أن تُحصى، ولم يكن يُنظر في أوج وطأة الاستعمار تحرير هذا القطر دون ذاك، ولا كان يغيب عن الماهدين منذ عشرينيات القرن الماضي، أن مصير الشعبين مترابط".
وأكد الموقعون أنه "لا يمكن للشعبين مهما كانت طبيعة الخلافات ركوب المغامرة، لأن المغامرة هي بكل بساطة عملية انتحارية، وبؤرة لن تهدأ على خاصرة حول البحر الأبيض المتوسط لن توفر افريقيا و لا أوروبا، فضلا عن العالم العربي والإسلامي".
وأضافوا "لا نزعم محو الخلافات بجرّة قلم، ولا إنكارها، لكن سبيل حلها هو الحوار في دائرة المصلحة المشتركة التي لا تزري بأي طرف، سواء أتخذ الحوار شكلا رسميا مباشرا، أو من خلال مساعي حميدة، أو بشكل موازي غير رسمي، غايته، أيا كان مصدره، تغليب صوت الحكمة والعقل، وعدم إهدار الأواصر المشتركة، أو شتيمة المستقبل".
واختتم النداء بالدعوة إلى تغليب "صوت الحكمة ما بين الشعبين الجزائري و المغربي. لا للتنافر ولا لما يُغذي التوتر".
ومن بين الموقعين على النداء محمد بن سعيد آيت إيدر، القيادي في جيش التحرير المغربي، والأستاذ الجزائري حسني عبيدي، والكاتب المغربي حسن أوريد، والكاتب الجزائري ناصر جابي، وعضو مجلس المستشارين المغربي ثريا لحرش، والكاتب الجزائري أكرم بلقايد.