الوفد المغربي إلى الجزائر قاده رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، وكان هذا الوفد قد توجه إلى الجزائر بأمر ملكي، وحضر حفل غداء أقامته السلطات الجزائرية على شرف كل من الوفد المغربي والتونسي و الموريتاني، و بعد ذالك توجه بنكيران و الطيب الفاسي الفهري أضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية إلى مقبرة العالية حيث ووري جثمان الرئيس الراحل الثرى، زعيم البوليساريو كان حاضرا هناك و لم تكن تفصله عن بنكيران سوى مسافة مترين على الأكثر، ومباشرة بعد علم الوفد المغربي بحضور ممثلين عن جبهة البوليساريو، انسحب من مراسيم التشييع، متوجها إلى مطار الجزائر العاصمة، ليجد في انتظاره أحمد أويحيى الوزير الأول الجزائري لتوديعه.
السلطات الجزائرية لم تدل بأي بيان رسمي إلى حدود الساعة فيما يخص واقعة انسحاب الوفد المغربي، فيما أكد السيد مصطفى الخلفي وزير الإتصال و الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خلال لقاء جمعه بممثلين عن الصحافة الإلكترونية، أنه سيتم التفصيل في هذا الموضوع لاحقا، و اكتفى بالقول أن الوفد المغربي انسحب نتيجة علمه بالحضور "البروتوكولي" لزعيم البوليساريو.
وتعتبر هذه ثاني مرة ينسحب فيها المغرب من مناسبة رسمية بسبب حضور وفد يمثل البوليساريو، ففي الثالث من شتنبر سنة 2009، انسحب الوفد المغربي الذي كان يرأسه آنذاك رئيس الحكومة السابق عباس الفاسي من احتفالات "ثورة الفاتح" التي كان يقيمها الزعيم الليبي الراحل معمر القدافي، حيث كان المغرب حاضرا بوفدٍ كبير من ظمنه شخصيات سياسية كبيرة قبل أن ينسحب، وكاد الحادث أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين الرباط وطرابلس، خاصة أن المغرب شارك بفرق عسكرية استعراضية في الاحتفالات.