على غرار باقي بلدان العالم، أغلقت المدارس المغربية أبوابها، وتم اعتماد التعليم عن بعد خلال النصف الثاني من العام الدراسي 2019-2020، إلا أن هذه الصيغة لم تكن متاحة أمام الجميع.
وباستنادها إلى مجموعة من المقابلات التي أجرتها مع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين ومسؤولي التعليم في بعض الدول الإفريقية، أوضحت المنظمة الدولية غير حكومية "هيومن رايتس ووتش" إن إغلاق المدارس "أدى إلى تفاقم عدم المساواة الموجودة أصلا. ومنع بعض الأطفال من الحصول على تعليم جيد".
وتم إجراء هذه المقابلات بين أبريل وغشت 2020، من أجل الاستفسار عن آثار الوباء المرتبط بكوفيد 19، على تعليم الأطفال في بوركينافاسو، والكاميرون، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، ومدغشقر، والمغرب، ونيجيريا وجنوب إفريقيا وزامبيا، حيث خلصت هيومن رايتس ووتش إلى أن العديد من الطلاب غير قادرين على المشاركة في التعليم عن بعد.
وفي المغرب أفاد التلاميذ الذين قابلتهم المنظمة الحقوقية الدولية، أن محو الأمية الرقمية كان مشكلة كبيرة اعترضت سبيلهم للتعلم عن بعد، وفي مراكش قالت طالبة تدعى نوال إنه بعد إغلاق مدرستها "تواصلت معلمة الرياضيات لجمع ارقام التلاميذ للتواصل عبر WhatsApp ، وقامت بنشر كلمات مرور الدخول للتعلم عبر الإنترنت"، وتابعت "لقد جربت هذه الكلمات مرات عديدة لكن لم ينجح الأمر".
وأضافت "وجد جميع الطلاب الآخرين تقريبًا أنفسهم في نفس الموقف ...، إنها تقنية معقدة جدًا...، أرسلت إلينا في النهاية كلمات مرور جديدة. ونجح الأمر هذه المرة".
فيما قال مدرس في الرباط إنه علم من مقابلة تلفزيونية مع وزير التربية الوطنية أنه من المتوقع أن يستخدم رجال التعليم نظام "مايكروسوفت تايمز" لإنشاء فصول دراسية افتراضية. وقال "لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية تشغيله، ولم أتلق أبدًا شروحات حول ذلك... حاولت أربع مرات الوصول إليه، ولم أنجح، وأخيراً يئست. لم تقم الوزارة بأي شيء لتسهيل الوصول اليه".
وفي مقابلة أخرى قال مدرس آخر بالرباط إنه بعد أسابيع قليلة من إطلاق عملية التعلم عن بعد، لم يعد معظم التلاميذ يتابعون ما يقوم به.
وقالت خديجة من الدار البيضاء "لا يمكنني أنا أو زوجي القراءة أو الكتابة، لذا لا يمكننا مساعدة بناتنا في المدرسة".
وأشارت إلى أنه بعد مدة أدرك زوجها أن الرسائل التي كان يتلقاها عبر تطبيق واتساب والتي أزعجته وحذفها، كانت لمدرسي أبنائه. وتدخلت إحدى جارات خديجة وشرحت له الأمر وطالبتها بتمكين أبنائها من الهاتف لمتابعة دروسهم.
وشكلت قضية الوصول المحدود إلى التكنولوجيا عقبة حقيقية في وجه التلاميذ بعد إغلاق المدارس، حيث قالت هند وهي تلميذة إن وصولها المحدود إلى الأنترنيت ذو الصبيب العالي، جعل تجربتها في التعليم عن بعد صعبة.
ومن المحتمل أن تستمر معاناة هند وباقي التلاميذ مع صعوبة الوصول إلى التعليم عن بعد، بعد قرار وزارة التربية الوطنية المزاوجة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد خلال الموسم الدراسي 2020 – 2021 الذي ينتظر أن يبدأ بعد أيام قليلة.