لم يكن "الكسابة" بمأمن من تأثير جائحة كورونا التي ضربت العالم، وتسببت في خسائر اقتصادية كبيرة، إذ يشتكون من انخفاض كبير في أسعار الأضاحي هذه السنة، وهو ما سيتسبب لهم في خسائر كبيرة، خصوصا في ظل غلاء الأعلاف بفعل الجفاف الذي عرفته المملكة .
وفي تصريح لموقع يابلادي قال بوعيسى محمد العضو في الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، إن الاستعدادات لعيد الأضحى "بدأت قبل رمضان"، وتابع أن وباء كورونا تسبب في "تراجع كبير في عملية بيع الأغنام".
وأوضح أن "إغلاق الأسواق الأسبوعية زاد من معاناة الكساب، حيث وجد نفسه مضطرا للاحتفاظ بقطيعه، وهو ما زاد من أعباء مصاريف الأعلاف".
وأضاف "نحن اليوم أمام عرض يفوق الطلب، ما يعني أن الأسعار ستستمر في الانخفاض، لا أستطيع أن أحدد نسبة معينة، ما هو مؤكد أن ثمن الأضحية هذا العام أقل بكثير من ثمنها خلال السنوات الماضية".
وقال "هناك اليوم استعدادات لتجهيز أسواق لبيع الماشية، كي تتم عملية البيع والشراء في ظروف صحية، تطمئن المواطن لكي يأتي من دون تخوف، نتمنى أن تسير الأمور على ما يرام".
من جانبه قال رشيد وهو كساب من مدينة تازة "العرض يفوق الطلب، أكيد أن الكسابة متضررون" وزاد "نتمنى أن تتحسن الأوضاع مع اقتراب العيد، كما نتمنى أن يكون لقرار السماح للجالية بالدخول للمغرب أثر إيجابي على إنعاش أسواق المواشي".
وأرجع الكساب الشاب تراجع أسعار الأضاحي إلى "غلق الأسواق الأسبوعية، ومنع الحفلات والأعراس، وكذا تراجع القدرة الشرائية للمواطن الذي وجد نفسه مضطرا للزوم بيته، وانتظار إعانات من الدولة لا تكفي حتى لسد رمق أفراد أسرته".
فيما قال الميلودي وهو كساب من مدينة البروج ليابلادي "خلال ثلاثة أشهر من الإغلاق المستمر توقفت عملية البيع والشراء، يكفي أن تقوم بجولة صغيرة في الأسواق لتكتشف حجم معاناة الفلاح...، لكن نحمد الله على كل حال".
وقال علاء العسري وهو "كساب" من القصر الكبير "منع الأسواق والجفاف هما سبب معاناة الفلاح مع تراجع الأسعار"، وأضاف أن أسعار الأضاحي "سجلت تراجعا بما بين 500 و 700 درهم عما كانت عليه خلال السنة الماضية"، وأضاف أن "الأسواق تشهد إقبالا ضعيفا نتيجة للأزمة الاقتصادية" وأكد أن "العلف المدعم لا يغطي الحاجيات، وفي منطقة القصر الكبير كل كساب تسلم قنطارا واحدا من الشعير".
ويشكل عيد الأضحى كل سنة، فرصة لتحسين الدخل المالي للفلاحين الذين تشكل تربية الماشية الصغيرة مصدرا رئيسيا لعيشهم، وبحسب وزارة الفلاحة فإن متوسط رقم المعاملات التجارية للأضاحي بمناسبة عيد الأضحى يتجاوز 12 مليار درهم، يتم تحويل معظمها إلى المناطق القروية، مما يسمح للفلاحين بتغطية نفقات الأنشطة الفلاحية الأخرى، ولا سيما الاستعدادات للموسم الفلاحي القادم.
يذكر أنه سبق لمدير مراقبة المنتجات الغذائية بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا)، عبد الغني عزي، أن أكد قبل أيام أنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، من المتوقع أن يصل عدد رؤوس الأغنام والماعز المرقمة إلى 8 ملايين رأس، علما بأن احتياجات العيد لا تتعدى 4 ملايين ونصف رأس.