في شهر شتنبر من سنة 1978 وقع كل من محمد أنور السادات ومناحيم بيغن، اتفاقية كامب ديفد للسلام بين مصر وإسرائيل، وذلك بعد 12 يوما من المفاوضات في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ميريلاند القريبة من عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن.
وكان للملك الراحل الحسن الثاني دور بارز في جلوس مصر وإسرائيل إلى طاولة واحدة، علما أن الدول العربية كانت آنذاك ترفض إجراء أي حوار مع الدولة العبرية.
نجاح الحسن الثاني في وضع حد للمقاطعة العربية لإسرائيل، جعل قادة الدولة العبرية يأملون في تطبيع علاقاتهم مع باقي جيرانهم العرب من خلال توقيع اتفاقيات مماثلة.
ففي حوار مع رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق شاباتاي شافيت (1989 -1996) نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" يوم أمس الأربعاء، قال إن إسرائيل كانت تسعى لإبرام اتاق سلام مع الرئيس السوري حافظ الأسد خلال عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين، غير أنها لم تكن تعرف الرد السوري المحتمل على أي مبادرة في هذا الاتجاه، ما جعلها تستعين بالمخابرات المغربية.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن رابين كان يريد التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين والأردنيين والسوريين، وأنه كان مستعد للانسحاب من هضبة الجولان السورية التي احتلتها الدولة العبرية خلال حرب 1967، وقررت ضمها بشكل رسمي سنة 1981.
وقال الرئيس الأسبق للموساد إن حافظ الأسد والرئيس الأمريكي بيل كلينتون اجتمعا في يناير من سنة 1994، وتابع "اتصل بي رابين وقال لي: لا يمكنني إجراء تقييم نهائي أبيض/ أسود، بشأن التنازلات التي سيكون الأسد على استعداد لتقديمها مقابل الانسحاب من مرتفعات الجولان. أحصل على جميع أنواع المعلومات من مصادر عديدة".
"ثم أرسلني إلى ملك المغرب الحسن الثاني، ليطلب منه التحقق مع الأسد مما هو مستعد للتنازل عنه. كان الملك مطالبا بأن يخفي حقيقة أننا نحن من طلبنا ذلك، وأن نتوصل إلى سبب مختلف للسؤال. كان لديه سبب معقول كان وصيا على الأماكن المقدسة في القدس"
وتابع أن المخابرات المغربية هي من تكفلت بمعرفة رد الأسد، وقال إن رجل مخابرات مغربي لم يكشف عن اسمه توجه إلى إسرائيل "وأخدته إلى رابين، وأبلغه تقريرا شفويا طويلا ومفصلا. وما أقنع رابين بأن الأسد غير جاهز هو أن المسؤول المغربي قال إنه سمع من الأسد مباشرة: أريد أن أغمس قدمي في بحيرة طبريا (تقع في منطقة الجليل بفلسطين التاريخية)".
بالمقابل، تمكنت إسرائيل من توقيع اتفاق سلام مع الأردن في أكتوبر سنة 1994، سمي اتفاق وادي عربة، لتصبح مملكة الأردن ثاني دولة عربية بعد مصر تطبع علاقاتها مع إسرائيل.
وبقيت الأمور على حالها مع سوريا، إلى حدود شهر مارس من سنة 2019، حيث كسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإجماع الدولي حول عدم شرعية التواجد الإسرائيلي في الجولان، واعترف بسيادة الدولة العبرية على الهضبة الاستراتيجية.