في الوقت الذي يحارب فيه المغرب على غرار باقي دول العالم فيروس كورونا المستجد، من خلال اتخاذ إجراءات وقائية وفرض حالة الطوارئ الصحية، يتساءل المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية بالمغرب حول وضعيتهم وسط هذه الأزمة. فهل الأشخاص المصابون بمرض "السيدا" معرضون لخطر متزايد بسبب الفيروس؟ وما الذي يجب عليهم فعله لحماية أنفسهم في هذه الأوقات الصعبة؟
في تصريح لموقع يابلادي قال كمال العلمي، مدير هيئة الأمم المتحدة لمكافحة السيدا-المغرب، إنه مع بداية الوباء، أصدر البرنامج المشترك للأمم المتحدة لفيروس نقص المناعة المكتسبة "أونيسيدا" مجموعة من الإرشادات والتوجيهات للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة وأيضا بكوفيد 19.
وأوضح بهذا الخصوص، أن هيئة الأمم المتحدة "دعت الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة إلى "الحصول على أدوية مسبقة تكفيهم لمدة ثلاثة أشهر لتجنب التنقل إلى المستشفيات خلال هذه الأوقات الحرجة" مشيرا إلى أن الهيئة طالبتهم أيضا بـ "الالتزام بخدمات الفحص والوقائية مع احترام الإجراءات الأمنية المتعلقة بمكافحة كوفيد 19 واحترام حالة الطوارئ الصحية".
ويرى مدير الهيئة بالمغرب أنه "سيكون من الأفضل أن يسمح لهم بمتابعة علاجهم في المنزل لعدة أشهر دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفيات".
ووحول ما إذا كان المصابون بالسيدا أكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، أوضع العلمي "لم يثبت بعد ذلك" لكن يمكن "أن يكون له تأثر على الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على الأدوية".
وبحسب الدكتورة نادية بزاد، رئيسة فرع المغرب للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، فإن "الوباء فرض وتيرة عمل مختلفة".
وقالت في تصريحها لموقع يابلادي، "الآن، لا يمكننا إجراء استشارات طبية مفتوحة، إذ تتم حاليا عن طريق أخذ مواعيد لتجنب التجمعات في غرف الانتظار". وحثت المرضى على "الحصول على الأدوية التي تكفيهم لمدة ثلاثة الأشهر" كإجراء وقائي.
وأكدت بزاد أن المنظمة التي تعمل بها على تواصل دائم بمرضى الإيدز، خلال فترة حالة الطوارئ الصحية، سواء عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تجنيبهم قدر المستطاع التنقل إلى المراكز الطبية والمستشفيات، وأوضحت أن المرضى "لديهم أرقام هواتف الأطباء الذين يمكنهم الاتصال بهم في حالات الطوارئ".
"إذا كنا نحن أشخاص غير حاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة، ورغم ذلك خائفين من إصابتنا بكوفيد 19، فمرضى الإيدز ضعفاء للغاية أمام فيروس كورونا المستجد. لذلك عقدنا جلسات معهم حتى يعتنوا بأنفسهم ويفهموا أن التزامهم بالعزل الصحي هو أمر ضروري للحفاظ على صحتهم".
وأنهت رئيسة فرع المغرب للمنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا حديثها قائلة إن مرضى الإيدز "لا يحتاجون فقط إلى أدوية، ولكن أيضا إلى النصائح والرعاية. وبعبارة أخرى هم بحاجة لمن يطمئنهم".
وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن أكدت أنه "لا يوجد حاليًا سبب للاعتقاد بأن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة الذين يتلقون علاجات فعالة هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19"، في حين شددت على أن "الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة غير الخاضعين للعلاج قد يواجهون خطرا أكبر".