على خلاف المجلس العلمي الأعلى والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف بمصر، انتقد رموز التيار السلفي في المغرب المطالبة بإغلاق المساجد لتجنب انتشار فيروس كورونا.
ونشر السيخ حسن الكتاني فتوى وصفها بـ"العظيمة" للشيخ الكويتي حاكم المطيري، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، يصف فيها "فتوى إغلاق المساجد ومنع الصلوات خشية المرض" بأنها "أثر من آثار الثقافة الغربية العلمانية المادية الطاغية التي جعلت من الإنسان سلعة منتجة يُخشى عليها من التلف".
وبحسب ما نقله الكتاني عن الشيخ الكويتي فإن "وجود الوباء ليس نازلة تحتاج إلى اجتهاد وفتوى جديدة، فقد كان الوباء والطاعون شائعا في زمن النبيﷺ وقد بيّن أحكامه بالتفصيل، ولم يأذن قط بإغلاق المساجد وترك الصلوات فيها، بل نهى عن القدوم على أرض الطاعون، والخروج منها، وألا يختلط مريض بصحيح".
من جانبه سار الشيخ السلفي عمر الحدوشي في ذات الاتجاه وقال في تدوينة نشرها على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "السلف عند ما كان الطاعون لم يكونوا يغلقون المساجد، بل كانوا يلزمون المساجد رجالاً وأطفالاً ونساءً وليس العكس".
بدوره لجأ الشيخ السلفي عبد الحميد أبو النعيم إلى صفحته في الفايسبوك من أجل التحذير من إغلاق المساجد، وقال "كان على المجلس الأعلى والرابطة المحدية للعلماء، والعلماء غير الرسميين أن يتحدثوا عن أماكن القمار والخمر والفساد...، أما أن يتركوا هاته الأماكن ولا يلتفت إليها...، ونتحدث عن المساجد هذه فضيحة".
ورأى الشيخ السلفي أن "الوباء لم يصل إلى الخطورة"، التي تستدعي غلق المساجد، وتابع "إغلاق الساجد لا سبب له، ونحذر الوزارة المسؤولة الوصية على الدين والمؤسسات العلمية، أن تقرر منع الصلوات المفرزضة في المسجد".
وأضاف أن "البلد الذي تغلق فيه المساجد ارتد عن دينه وكفر بعد إيمانه، وأصبح دار حرب، والعلماء الذين قالوا هذا الكلام متساهلون في باب مسمى الإيمان ومسمى الكفر".
بالمقابل نشر المعتقل السلفي السابق محمد عبد الوهاب رفيقي تدوينة على الفايسبوك قال فيها "ليس معقولا المغامرة بحياتنا وحياة غيرنا لمجرد الرغبة في الحفاظ على شعيرة كصلاة الجماعة التي ليست فرضا أصلا ولا واجبا عينيا".
وتابع "برأيي لا يمكن التهاون في أمر متاح شرعا، ولا إشكال فيه دينا، بل هو مطلوب لأن حفظ حياة الناس أعظم وأكبر من الحفاظ على شعيرة دينية".
وزاد قائلا "الوقاية من الكرونا ومن كل الأمراض يكون بالوسائل الطبية والاحتياطات الصحية، واتباع نصائح الأطباء ومنظمات الصحة، ثم بعد ذلك، من أراد أن يلتجيء للدعاء أو اي شعيرة دينية فله ذلك في إطار المحافظة على الشروط الصحية، وهذا هو بالضبط مفهوم الأخذ بالأسباب والنية أبلغ من العمل".
الاكتفاء برفع الآذان
وعلى خلاف ما قاله الكتاني والحدوشي، فقد أفتى المجلس العلمي الأعلى الذي يعتبر مؤسسة دينية حكومية تعنى بالإفتاء "بضرورة إغلاق أبواب المساجد سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة ابتداء من يوم الاثنين 16 مارس 2020 الموافق ل21 رجب 1441هـ".
وطمأنت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى "المواطنين والمواطنات بأن هذا الإجراء لن يستمر. وستعود الأمور إلى نصابها بإقامة الصلاة في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي".
كما أفتت الهيئة "بوجوب استمرار رفع الأذان في جميع المساجد"، وأشارت إلى أن هذه الفتوى جاءت "بناء على طلب الفتوى الموجه إلى المجلس الأعلى من أمير المؤمنين".
وقبل المجلس العلمي الأعلى كان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يجمع علماء دين من مختلف الدول ويرأسه المغربي أحمد الريسوني، قد دعا إلى "إيقاف إقامة صلاة الجمعة وصلوات الجماعة، في أي بلد يتفشي فيه وباء كورونا، وأصبح يشكل مصدر خوف حقيقي، بناءً على التقارير الطبية الموثوقة المعتمدة من الدولة، إلى حين السيطرة على الوباء".
وبدورهم أفتى كبار العلماء بالأزهر في مصر "بأنه يجوز شرعًا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد؛ خوفًا من تفشِّي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد".
وعلى غرار المجلس العلمي الأعلى أفتى علماء الأزهر بـ"وجوب رفع الأذان لكل صلاة بالمساجد، في حالة إيقاف الجمعة والجماعات"، كما أجازوا "أن يُنادِي المؤذن مع كل أذان: صلوا في بيوتكم".