القائمة

أخبار

بنكيران يهدد العدل والإحسان : "من يشعل النار سيكون أول من سيحترق بها"

وجه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران رسالة مباشرة إلى جماعة العدل والإحسان يحذرها فيها من مغبة خرق القانون، في رد استباقي لسعي الجماعة إلى استثمار وجود العدالة والتنمية في الحكومة لتوسيع هامش اشتغالها، وتحذيرا من رئيس الحكومة كذلك من أي تقارب بين الجماعة والشبيبة الإسلامية قد تكون عكسته الرسالة الأخيرة لعبد الكريم مطيع.

نشر
DR
مدة القراءة: 3'

اختار رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لغة موحية بتهديد مبطن في الجواب على الرسالة الأخيرة التي وجهتها جماعة العدل والإحسان إلى حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية. وقال بن كيران في آخر حواراته لصحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يومه الخميس "أقول للإخوان في الجماعة إنه لا يجوز اللعب بالنار، ومن سيشعل النار سيكون أول من سيحترق بها".

ويعتبر كلام بنكيران اليوم، الذي ساقه في إطار جوابه على سؤال استعداده الدائم للحوار مع الجماعة بعد الرسالة الأخيرة التي أصدرتها، أول جواب سياسي ومباشر يوجهه رئيس الحكومة الجديد بعد كلامه عن الحوار مع الجماعة إثر فوز حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة وتوليه منصب رئاسة الحكومة.

وكأن الأمر يتعلق برد استباقي على الجماعة بعد قرارها الخروج من أنشطة حركة 20 فبراير، وهو ما رأى فيه المراقبون استعدادا من الجماعة لاستثمار وجود بنكيران في الحكومة واستغلال تطبيع ممكن للأجواء الأمنية لتوسيع القاعدة الشعبية.

بنكيران أكد أن الجماعة لها الحق أن تفكر كما تشاء، أن تؤمن بالثورة أو بالخلافة الآن كما تريد، لكن غير مسموح لها بخرق القانون، وإن خرقت القانون فستحاسب باسم القانون.

تصريحات عبد الإله بنكيران أتت في سياق سياسة عامة نهجها الرجل منذ توليه، بل قبل ذلك بكثير خلال الانتخابات التشريعية،  تقوم على الطمأنة للجميع، وتكثيف الإشارات السياسية الإيجابية للملك، توضح الطبيعة الإصلاحية للحزب ولسياسته واختلافه عن باقي التيارات السياسية والإسلامية الأخرى التي تقوم على نهج "القومة" أو الثورة والاحتجاج في الشارع.

لذلك فقد قال بنكيران في خطاب مباشر، كما فعل سابقوه في الحكومات الماضية، أن المغرب يقوم على ثلاث أسس هي المقدسات الثلاث، الله، الوطن، الملك، " وأن جماعة العدل والإحسان إذا أرادت أي حوار فيجب أن يكون في إطار الأسس الثلاث" لا خارجها. وأوضح بنكيران أن العدل والإحسان لا يجب أن تتصور أن المغرب دولة يمكنها أن تهتز أو أنها لم تعد فيها مسؤولية، "بل المغرب له رجالاته الذين سيدافعون عن الأسس التي قام عليها".

لا شك أن كلام بنكيران لن يمر دون رد من جماعة العدل والإحسان التي أسهبت في رسالتها الأخيرة في الحديث عن الاستبداد والطابع الصوري لحكومة بنكيران وأن المحزن هو الذي يحكم الدولة المغربية على الرغم من الشعارات الرنانة التي ترفع هنا وهناك، في لقاء مع ما تردده حركة 20 فبراير في خرجاتها إلى الشارع.

ولا ندري هل لحديث بنكيران علاقة بما تمت الإشارة إليه مؤخرا من تقارب بين جماعة العدل والإحسان وحركة الشبيبة الإسلامية وقائدها الشيخ عبد الكريم مطيع اللاجئ خارج الوطن، مع العلم أن الشيخ وجه قبل ذلك بأسابيع وبعد فوز العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة رسالة إلى الحزب يهنئه فيها ويحذره من الوقوع في منطق السلطة والمخزن.

في المقابل خاطب بنكيران الجهة المقابلة، التي يوجد فيها مستشارو الملك وعلى رأسهم فؤاد عالي الهمة، بلغة مخالفة حين أشار إلى العلاقة الطيبة بينه اليوم وبين الهمة و"المعدن الطيب" الذي يوجد في كل المحيطين بالملك من المستشارين...

أما بخصوص أحداث تازة فقد كرر رئيس الحكومة بنكيران أنه "من يشعل النار  يكون أول من يحترق بها" وعلى البعض "أن يعودوا إلى رشدهم" مخاطبا الشباب الذين خرجوا للاحتجاج في شوارع تازة عن تدهور الأوضاع التي تعيشها مدينتهم.

مقتطف من حوار بنكيران لصحيفة الشرق الأوسط

"لا يوجد بيني وبينهم سوى الخير والإحسان، ولكن عليهم أن يفهموا ويعرفوا أن هذه البلاد قائمة على أسس، وأن هذه الأسس إذا أرادوا أن يتحاوروا في إطارها ويتمتعوا بحقوقهم فإنهم مرحب بهم، ولكن إذا كانوا يتصورون أن الدولة ستترك أحدا يروم تقويضها بطريقة أو بأخرى فإنهم مخطئون، وذلك حتى تكون الأمور واضحة بالنسبة لهم ولغيرهم. نحن نؤمن بأن هذا المغرب يقوم على ثلاث دعائم أساسية إضافة إلى واحدة أخذت اليوم مرتبتها كأنها أساسية، الأولى هي الدين الإسلامي، والثانية هي الوحدة الوطنية والترابية، والثالثة هي الملكية الدستورية"