اعترف القيادي في جبهة البوليساريو البشير مصطفى السيد في تسجيل صوتي، حصل موقع يابلادي عليه، بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها جبهة البوليساريو ضد ساكنة مخيمات تندوف نهاية سنوات الثمانينات، وأوضح مصدر مطلع أن هذه "التصريحات أدلى بها مصطفى السيد يوم الثلاثاء 16 أكتوبر، في العاصمة الإسبانية مدريد أثناء كلمته في الأيام التكوينية لفائدة الشباب والطلبة الصحراويين بإسبانيا".
وخلال تدخله تجنب شقيق مؤسس جبهة البوليساريو ذكر تاريخ ارتكاب هذه "الجرائم"، غير أنه أشار إلى المؤتمر الثامن للجبهة الانفصالية، الذي نظم خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 19 أكتوبر من سنة 1991 في المدرسة العسكرية 12 أكتوبر بمخيمات تندوف.
وعقد المؤتمر الثامن للجبهة الانفصالية بعد سنتين، من أحداث العنف التي شهدتها مخيمات تندوف في أكتوبر من سنة 1988، بعد ثورة قبائل أولاد دليم، ضد هيمنة قبائل الركيبات التي لا يزال المنتمون إليها يحتكرون السلطة في المخيمات منذ أكثر من 44 سنة.
وقال البشير السيد إنه تم آنذاك "إنشاء لجنة برئاسة المرحوم محفوظ بيه"، الذي توفي يوم 2 يوليوز من سنة 2010 إثر نوبة قلبية، علما أنه كان يشغل خلال هذه الأحداث منصب "المجلس الوطني الصحراوي".
وبالإضافة إلى ذلك اعترف البشير مصطفى السيد بأن صحراويين في المخيمات تعرضوا للسجن والتعذيب داخل سجن الرشيد بسبب معارضتهم لسياسة جبهة البوليساريو.
واقترح "وزير المناطق المحتلة والجاليات" في الجبهة الانفصالية حاليا، طي صفحة هذه الانتهاكات بـ"المسامحة"، وقال "كلنا قدمنا تضحيات، الذين قتلوا أو عذبوا في سجن الرشيد حتى هم ضحوا. تضحيتهم أجرها عند الله". وتابع "من قتل نعتبره شهيدا، والناجون نعتبرهم من جرحى الحرب".
وحاول مصطفى السيد إبعاد تهمة ضلوعه في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل ميليشيات البوليساريو عنه، مشيرا إلى أنه لم يكن مسؤولا مباشرا عن الجهاز الأمني ولا عن المخابرات آنذاك.
وستساهم تصريحات مصطفى السيد في إحياء النقاش حول ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، علما أنه قبل حوالي ثلاثة أشهر تقريبا، احتجزت جبهة البوليساريو ثلاثة نشطاء في سجن الرشيد الذي عذب فيه الصحراويون نهاية سنوات الثمانينات.