هاجم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، من مقر الأمم المتحدة في نيويورك إيران وسياستها في المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى التعامل بحزم مع طهران.
وقال بوريطة، في لقاء مع قناة "سكاي نيوز عربية" الإماراتية، بثته يوم أمس الخميس، "إيران لم تكف عن أعمالها العدائية في المنطقة، ربما التعامل الذي كان مع إيران في السابق أشعرها أنها بإمكانها الاستمرار في هذه الأعمال، وأن الزعامة الإقليمية تأتي بالأعمال العدائية ضد بلدان المنطقة".
وفي تعليقه على الهجوم الذي تعرضت له منشأتان نفطيتان تابعتان لشركة "أرامكو" في خريص وبقيق بالمملكة العربية السعودية قال إن ذلك يعتبر أمرا "غير مقبول"، وتابع أن "الملك محمد السادس ندد بهذه الاعتداءات، وأعرب لخادم الحرمين عن تضامن مطلق للمملكة المغربية، وجلالة الملك سبق وقل بأن أمن السعودية هو من أمن المغرب".
كما اتهم الوزير المغربي إيران بنهج سياسة "الهروب إلى الأمام" و"معاداة دول الجوار"، وقال إن طهران بسياستها الحالية "لا تشكل تهديدا لدول الجوار فحسب وإنما تشكل تهديدا للأمن القومي العربي، والاستقرار الدولي".
وأكد أنه يجب التعامل بحزم مع طهران، وإفهامها "بأن الأمن القومي العربي هو واحد، وبأن المساس به هو دخول في مواجهات غير محسوبة".
وأوضح أن دول الخليج العربي ليست وحدها المتضررة من سياسات إيران، وقال "المغرب نفسه يعاني من مثل هذه التدخلات، ما تقوم به إيران مع دول الجوار تقوم به في دول أخرى بما في ذلك منطقة شمال إفريقيا وهذا أمر غير مقبول، ويجب تنبيه بعض الدول العربية التي تفسح المساحة لإيران لأن تتدخل في منطقتنا وأن تهدد أمننا".
وقال إن "المجتمع الدولي مطالب بأن يكون أكثر فاعلية، لأن هذه ليست قضية بين السعودية وإيران هذه قضية تهديد لأمن إقليمي وهذه قضية مس باستقرار دولة، وبالتالي من الضروري أن يكون هناك تعامل حازم مع هذه الأمور".
وطالب بـ"توحيد الخطاب على المستوى الدولي"، لإن إيران بحسبه "تستفيد من الخطاب المزدوج، هناك المعتدل والمتشدد"، كما طالب بـ"إعادة النظر في كيفية التعامل مع إيران، وقال "إيران أعطيت دور أكبر في المنطقة وتم إفهامها بأنها يمكن أن تتدخل في المنطقة من دون حسيب ولا رقيب، وأنها وصية على كل الشيعة في المنطقة".
وعبر عن أسفه لوجود انقسام في المجتمع الدولي بين من يدافع فيه البعض عن العمل الأحادي، وبين من يعتبر أن العمل الجماعي صالح لكل الأمور"، وقال "النقاش لا يجب أن تتم السيطرة عليه من قبل هذين الجناحين المتطرفين، العمل الجماعي ضروري، ولكن لا يجب أن يكون ذريعة لتأخير الحلول، والعمل الجماعي لا يمكن أن يختزل في منصات للخطابة وفي اجتماعات...".
وزاد قائلا "إذا أرادت الأمم المتحدة أن تبقى لها مكانة، يجب أن نتجه إلى أن العمل الجماعي فعال، عمل جماعي قريب من المشاكل الحقيقة، إلا فالأمم المتحدة ستفقد مصداقيتها".
ويأتي انتقاد بوريطة للسياسات الخارجية الإيرانية، بعد أربع وعشرين ساعة فقط من محادثات ثنائية، جمعته بوزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في نيويورك.
ومن دون شك ستقابل تصريحات بوريطة الأخيرة بالترحاب في كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، خصوصا وأن العلاقات بين الرباط من جهة وأبوظبي والرياض من جهة ثانية مرت خلال الفترة الأخيرة بأزمة وصلت إلى حد استدعاء السفراء.
وسبق لناصر بوريطة أن قال خلال مؤتمر صحافي جمعه بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال شهر مارس الماضي إن "التنسيق مع دول الخليج خاصة السعودية والإمارات، يجب أن يكون برغبة من الجانبين، وليس حسب الطلب".
وأوضح آنذاك أن المغرب "في جميع الحالات مستعد للاستمرار في التنسيق مع دول الخليج خاصة السعودية والإمارات على اعتبار العلاقات التاريخية، ولكن الرغبة يجب أن تكون من الجانبين، وأن تكون متقاسمة وليست حسب الطلب".
واستدرك قائلا "بل يجب أن يشمل (التنسيق) كل القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة القضية الليبية".