بعد مرور سنتين على قرار اتفاق المغرب وكوبا على إعادة علاقاتهما الدبلوماسية، قررت هافانا تعيين خافيير دوموكوس رويز سفيرًا جديدًا مقيمًا في المغرب، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإسبانية إيفي.
وباشر الدبلوماسي الكوبي الذي سبق له أن شغل منصب قنصل عام لبلاده في تورنتو بكندا، الإجراءات الواجب اتخاذها لدى السلطات المغربية، وسيكون عليه في انتظار اعتماده بشكل رسمي زيارة الرباط من أجل اختيار مكان السفارة، ومكان إقامته الشخصية.
وكان البلدان قد اتفقا على هامش الزيارة الخاصة التي قام بها الملك محمد السادس إلى كوبا في شهر أبريل من سنة 2017، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، ووضع حد لـ 37 سنة من القطيعة.
وبعد الاتفاق على تبادل التمثيليات الدبلوماسية، عينت كوبا إليو إدواردو رودريغيث بيردومو، سفيرا مفوضا فوق العادة في المغرب لكن مع الإقامة في باريس، وقام بيردومو بزيارتين إلى المملكة، الأولى في غشت 2018 واستقبله آنذاك وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، كما التقى آنذاك برئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، فيما كانت الزيارة الثانية خلال شهر ماي من سنة 2019، والتقى بكل من وزير التربية الوطنية والتكوين المعني والتعليم العالي والبحث العلمي، وكذا مع من وزير الشباب والرياضة، وعمدة مدينة الرباط.
وسبق للملك محمد السادس أن عين في شهر أبريل من سنة 2018، بوغالب العطار سفيرا للمغرب في كوبا، وفي بداية شهر يوليوز من ذات السنة، استقبل الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل الدبلوماسي المغربي، الذي سلمه أوراق اعتماده.
ومن المؤكد أن جبهة البوليساريو ستنظر بنوع من الحذر والريبة لقرار كوبا تعيين سفير لها في الرباط، خصوصا في حال لم ترسل هافانا رسائل طمأنة للحركة الانفصالية كما كان عليه الحال في سنة 2017.
وللتذكير، فبعد أيام فقط من الإعلان عن استئناف العلاقات بين البلدين، نشرت يومية "غرانما" التي تعتبر لسان حال الحزب الشيوعي الكوبي، مقالا عنونته بـ: "كوبا والمغرب: الإرادة السياسية لبناء الجسور دون أن ننسى التاريخ والمبادئ"، من أجل طمأنة قيادة جبهة البوليساريو، وجاء فيه أن "السلطات الكوبية تؤكد أن موقفها ثابت من مسألة قضية تقرير المصير في الصحراء الغربية، وأنها ستستمر في دعم وتدريب المئات من الشبان الصحراويين في مراكزها التعليمية، وتقديم المساعدات في قطاعي الصحة والتعليم".
وبعد ثلاثة أشهر من زيارة الملك محمد السادس إلى هافانا، استقبل الرئيس الكوبي السابق راؤول كاسترو إبراهيم غالي في قصر الثورة بالعاصمة هافانا، وبعد أشهر من ذلك قام غالي بزيارة أخرى إلى كوبا.
ويتزامن تعيين سفير جديد لكوبا في الرباط، مع تراجع تأثير جبهة البوليساريو في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكرايبي، حيث سبق لكل من جمهوريتي السلفادور و الباربادوس أن سحبتا اعترافهما بـ"الجمهورية الصحراوية".
وتعتبر كوبا إضافة إلى الجزائر وجنوب إفريقيا من أكبر داعمي الجبهة الانفصالية، وكان المغرب قد قطع علاقاته الدبلوماسية مع هافانا سنة 1980 بعد اعترافها بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد سنة 1976.