فمن أجل السماح في المستقبل للمملكة باستعمال الوقود الحيوي لتشغيل عرباتها انطلاقا من الطحالب الدقيقة ونسيان البترول المستورد، يجري فريق من الباحثين المغاربة من الجمعية المغربية من أجل العلوم المتقدمة والابتكار والبحث التي أسست سنة 2007 والواقعة في القطب التكنولوجي" تكنوبوليس" بسلا أبحاثا منذ سنة.
ما هي الطحالب الدقيقة
ففي السواحل المغربية التي تمتد على 3500 كلم توجد الطحالب الدقيقة بكثرة في المياه المغربية. الطحالب الدقيقة هي طحالب مجهرية أحادية النواة وتنتج زيوتا أو دهونا. وتستعمل عموما في الصناعة الغذائية أو صناعة المواد التجميلية. ويتطلب عيش هذه الطحالب وجود الماء والملح وأشعة الشمس. ومن مميزات هذه الطحالب أنها تنتج الزيت أكثر من النباتات الزيتية الأرضية كاللفت أوالنخيل. و يمكن لوزن الطحلب الدقيق الواحد أن يكون مكونا من 80% من الدهون. وتحول هذه الدهون أثناء تفاعل كيمائي يتم بواسطة الوقود الحيوي. وحسب بعض الباحثين، تسمح زراعة مساحة تعادل مساحة بحيرة بإنتاج ما يكفي من الوقود البيولوجي لتشغيل ما يقارب مليون سيارة.
وكان الأمريكيون هم أول من فكر في استعمال الجسيمات الدقيقة كوقود بيولوجي خلال السبعينيات. و بعد 30 سنة انكب العلماء الأوربيون على دراسة الجسيمات الدقيقة. و منذ سنة 2010 يعمل المغاربة على هذا الأمر.
الفوائد
أولى منافع الجسيمات الدقيقة هي أن زراعتها تتم على مساحات صغيرة عكس النباتات الزيتية التي تزرع على أراض فلاحية شاسعة.
والفائدة الثانية جد إيجابية بالنسبة للمغرب وهي أن الطحالب الدقيقة تنموا بسرعة عند احتكاكها بالفوسفاط كما تشير إلى ذلك جريدة Les Echos في عدد الأمس. وهكذا أطلقت أشغال بالتعاون مع المكتب الشريف للفوسفاط. ويوضح الصحفي أن" الفوسفاط الثروة الأولى للبلاد، يشكل أحدى المواد الملائمة للتكوين الحيوي للطحالب الدقيقة. وفي الأخير، يجب الأخذ بعين الاعتبار التداعيات المتوقعة لنشوء وتطور قطاع من هذا النوع على السوق. وتبدأ هذه التداعيات من استغلال وتطوير موارد متعددة التي تتوف عليها الطحالب في السواحل المغربية وفي الفوسفاط، [...] وصولا إلى التخفيف على المدى البعيد من كلفة الطاقة للبلاد."
الإنتاج في غضون 5 سنوات
على الرغم من جاذبية هذه العناصر إلا أن المغرب غير مستعد لتشغيل محركاته بزيت الطحالب الدقيقة وتوديع اعتماده على الطاقات الأحفورية المستوردة من الخارج. وعلى غرار باقي الدول التي تدرس الجسيمات الدقيقة، يجب انتظار خمس سنوات ( في الدول الأجنبية فيتم الحديث عن 10 سنوات)، لرؤية إنتاج على المستوى الصناعي. ولهذا على الباحثين من الجمعية المغربية من أجل العلوم المتقدمة والابتكار والبحث تجاوز المرحلة التجريبية والقيام بمشروع رائد كبير، أي بكميات كبيرة من الطحالب الدقيقة.