انتقد "سفير" جبهة البوليساريو عبد القادر طالب عمر، أول أمس السبت، معارضة المغرب لمشاركة الاتحاد الإفريقي في مسلسل السلام بالصحراء الغربية، وذلك خلال ندوة احتضنتها العاصمة الجزائرية تحت عنوان "الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا".
وتأتي مطالبة طالب عمر بدور للمنظمة القارية في إيجاد تسوية للنزاع المستمر منذ عقود، رغم أن الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي اعتمدت في القمة الحادية والثلاثين، المنعقدة يومي 1 و2 يوليوز 2018 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط القرار رقم 693، الذي يؤكد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث النزاع الإقليمي حول الصحراء.
ويشير القرار أيضا إلى أن ترويكا الاتحاد الافريقي التي تتشكل من الرئيس الحالي والسابق والمستقبلي للاتحاد القاري، تتلخص مهمتها في تقديم الدعم الفعال للجهود المبذولة تحت إشراف الأمم المتحدة فيما يتعلق بمسألة الصحراء.
وادعى "سفير" البوليساريو أن إفريقيا تتبنى مطالب الجبهة الانفصالية، وذكر بقبول البوليساريو عضوا كامل العضوية في منظمة الاتحاد الإفريقي سنة 1981، وأضاف "أن افريقيا ما زالت على نفس العهد".
وتجاهل الطالب عمر بذلك الملتمس الذي قدمته 28 دولة إفريقية، في يوليوز من سنة 2016، للمطالبة بتعليق مشاركة "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" في أنشطة الاتحاد وجميع أجهزته، وذلك من أجل تمكين المنظمة الإفريقية من الاضطلاع بدور بناء والإسهام ايجابياً في جهود الأمم المتحدة من أجل حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
كما أنه لم يستحضر المؤتمر الذي احتضنته مدينة مراكش، خلال شهر مارس الماضي والذي شاركت فيه 36 دولة إفريقية للتعبير عن دعمها لقرار الاتحاد الإفريقي 693.
وتطرق المسؤول الانفصالي في كلمته إلى استقالة هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، معربا عن أسف البوليساريو لذلك، وقال إن "الظرف الذي جاءت فيه استقالة كوهلر تظهر أن مجلس الامن لم يتخذ الخطوات الكافية من أجل ارغام النظام المغربي على الالتزام العملي والدقيق بما تقتضيه مضامين القرارات الأممية".
وحذر من الفراغ الذي سيتركه السيد كوهلر، الذي قال إنه بفضله تم خلق "الديناميكية الاخيرة التي تمت في جولات مفاوضات"، وأعرب عن أمله "في أن لا يطول الفراغ الذي سيتركه وأن تتدعم الديناكيمية المسجلة مؤخرا بمواقف حازمة من قبل مجلس الامن حتى لا تتكرر استقالات أخرى وحتى لا يستمر النزاع الى ما لا نهاية".
وهاجم القيادي في جبهة البوليساريو فرنسا واتهمها بـ"الانحياز" للمغرب، وتابع أن عدم تحرك مجلس الامن الدولي يدفع باستمرار المملكة في عناده مما يقوض العملية السياسية التي ما تزال هشة".
ومعلوم أن المغرب يرفض أي دور للاتحاد الإفريقي في إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية، عكس جبهة البوليساريو التي تحاول إلى جانب حلفائها وخاصة الجزائر وجنوب إفريقيا، إقحام المنظمة القارية في مسلسل التسوية المستمر منذ سنة 1991.